Wednesday, July 6, 2022

عن تاريخ حمّام السلطان

 


صنّف Écochard & Le Cœur هذا الحمّام ضمن حمّامات القرن الرابع عشر للميلاد استناداً إلى خطأ في النقل من التقويم الهجري إلى الميلادي : ٦٩٤ للهجرة يوافق ١٢٩٥ للميلاد وليس ١٣٠٣ كما ذكر العالمان في الصفحة ٥٨ من الجزء الثاني لدراستهما (١). 


بني الحمّام إذاً في أواخر القرن الثالث عشر للميلاد والمعلومات الآتية تعريب عن الفرنسيّة اقتصر تعديلي له على تصحيح التواريخ. 


يقع حمّام السلطان في جزيرة من الأبنية على بعد خمسين متراً إلى الغرب من جامع القصب ويحدّه في الشرق شارع ينطلق من باب السلام. 


يحتفظ الحمّام اليوم (أي عام ١٩٤٣) بمظهره القديم بما فيه غرفتان هما اليوم مهجورتان ويبقى في وضعه الراهن أحد أنشط حمّامات دمشق ويرتبط في ذهن الناس بعدّة أساطير وروايات محليّة (٢).  


البناء ليس متجانساً إذ نرى أنّ المشلح A بمفرده يعادل في مساحته مساحة ما تبقّى من الحمّام. 


استندت القبّة الأصليّة على أربع حنيات جداريّة مقبيّة excèdres voûtés أخذت هيئة الصليب. انهارت هذه القبّة وحلّ محلّها اليوم سقف يستند على طبقتين حاجبتين diaphragmes. 


البوّابة أبلقيّة ولها قبوة مقرنصة ويزخرفها كتابة مؤطّرة cartouche ملكيّة نقش فيها اسم السلطان قايتباي على الحجر. حكم هذا السلطان بين الأعوام  ١٤٦٨ و ١٤٩٦ بيد أنّ هذه الفترة  - في رأينا - توافق تاريخ بناء البوّابة والمشلح فحسب أمّا سائر الحمّام فعلى الأغلب أكثر قدماً بدلالة بساطة بنائه وشكل مخطّطه وتقشّف زخارفه أضف إلى ذلك طريقة الانتقال من قبّة الجوّاني D إلى البنية التحتيّة بواسطة رقبة لها إثني عشر وجهاً (ضلعاً) وأربع محاريب كبيرة في الزوايا ممّا يشبه ما نراه في تفرعّ عن برّاني في حمّام البزوريّة.      


أخيراً هناك نصّ عن ابن كثير (البداية والنهاية) نستشفّ من خلاله تاريخ بناء الحمّام الأصلي: "وفي شوّال كملت عمارة الحمّام الذي أنشأه عزّ الدين الحموي بمسجد القصب وهو من أحسن الحمّامات". من المعروف أنّ مسجد القصب يقع على بعد يقلّ عن خمسين متراً من الحمّام الحالي الذي يبقى إلى اليوم (١٩٤٣) أحد أجمل حمّامات المدينة. لا يوجد أي تناقض بين المعطيات الأثريّة وبين الإشارة في النصّ التاريخي ومنه استنتجنا أنّ حمّام السلطان هو نفسه الحمّام الذي أشار إليه ابن كثير (٣) وبالتالي نحدّد تاريخ بنائه بالعام ٦٩٤ للهجرة أو ١٢٩٥ للميلاد. 


الصورة الملحقة بالأبيض والأسود عن Herzfeld أمّا الملوّنة فعن الدكتور أبو يامن مع خالص شكري للدكتور عبد الرزّاق معاذ الذي أرشدني إليهما في مجموعة دمشق بالأبيض والأسود







(١) "صحّح" Écochard & Le Cœur التاريخ في الصفحة ١٢٩ استناداً إلى كتاب "الأعلاق الخطيرة" لعزّ الدين ابن شدّاد (صفحة ٢٩٦ من تحقيق سامي الدهّان) فقالا أنّ حمّام السلطان مذكور في ابن شدّاد (نقلاً عن يوسف ابن عبد الهادي) وعلى اعتبار أنّ ابن شدّاد من وفيّات ٦٨٤ للهجرة (١٢٨٥ للميلاد) فلا بدّ أنّ الحمّام بني قبل هذا التاريخ. المعضلة في تحليلهما أنّ حمّام السلطان في ابن شدّاد مذكور تحت باب الحمّامات داخل سور المدينة بينما حمّام الحموي أو السلطان المعني في دراستهما يقع شمال وخارج السور في حيّ القصب.   

(٢) يقال أنّ المتصوّف الشهير محيي الدين ابن عربي كان يتردّد على هذا الحمّام ومنه السهر على إيقاد مصباح فوق محراب في الوسطاني يفترض أنّ الشيخ محيي الدين كان يغتسل أمامه. زعموا أيضاً أن السلطان سليم - الذي يرتبط اسمه في ذهن الناس بذكرى الولي - زار هذا الحمّام وأنّ جداراً انشّق أمامه تلقائيّاً في أحد الأيّام كي يمرّ خلاله. 

(٣) حمّام السلطان مذكور تحت تسمية حمّام الحموي في خطط دمشق لأكرم حسن العلبي (صفحة ٥٠٦ - ٥٠٧). لنا عودة إلى هذه النقطة.






أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 


حمّام السلطان 






Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943. 



No comments:

Post a Comment