Thursday, July 7, 2022

حمّام التوتة


أو حمّام التوتيّة 


المعلومات التي استطعت جمعها عن هذا الحمّام الدارس شحيحة للغاية أقدّمها فيما يلي حسب تسلسلها الزمني:


- ذكره Écochard & Le Cœur في دراستهما عام ١٩٤٢ دون إدراج خرائط أو رسوم من أي نوع. الحمّام في الميدان السلطاني (الفوقاني) ومياهه من نهر الداراني وكان ناشطاً عام ١٩٤٠ ومزوّداً بالكهرباء يفتح أبوابه للزبائن (رجالاً ونساءً) خلال النهار فقط وأجرة الدخول ٣-٥ قروش. الحمّام مستثمر من قبل مالكه (وهذا نادر في حمّامات دمشق التي كان معظمها وقتها مستأجراً من الوقف). لا يوجد أي معلومات عن تاريخ بنائه أو بانيه. 


- نأتي الآن إلى العام ١٩٦١ والسيّد de Favières الذي زوّدنا بالصورة الملحقة لقباب الحمّام الظاهرة خلف سقف المشلح: القبوة المتطاولة للجوّاني ونرى في المركز قبّة الوسطاني وتلاصقهما المقصورات الملحقة.  يضيف المؤلّف أنّ "الميدان كان حيّاً يغلب عليه طابع نصف ريفي أكثر منه أثري وتتركّز فيه الأنشطة الحرفيّة (أشغال الخشب والصوف والنحاس) والتجاريّة (بيع الفخّار) الموجّهة لزبائن من أهل القرى. من هذا المنطلق يلبّي الحمّام في الميدان ضرورةً ماسّة وهكذا ازداد نشاط حمّام الرفاعي وحمّام الدرب إلى درجةٍ كبيرة للتعويض عن إغلاق حمّام فتحي الذي تحوّل إلى خان) والحمّام الجديد (الذي أصبح ورشةً). مع ذلك لنا أن نتوقّع تدمير الحمّامات بمجرّد أن تفقد دورها ومبرّر وجودها مهما تكاثف وتشابك النسيج العمراني في الحيّ. لا يزال حمّام التوتة موجوداً إلى جوار عمارة حديثة كبيرة هي الوحيدة في الحيّ أو شبه الوحيدة إلى اليوم". 


- ختاماً كتب أكرم حسن العلبي عام ١٩٨٩ (صفحة ٥٠٢ من "خطط دمشق") أنّ حمّام التوتة بقي عاملاً "حتّى عام ١٣٨٠ للهجرة (الموافق ١٩٦٠-١٩٦١ للميلاد) عندما هدم بعد "كثرة شكاوى الجيران من دخانه الكثيف وشيّد مكانه بناء حديث وهو السبب الفعلي لهدمه لا الدخان وهذا المصير ينتظر كلّ حمّامات دمشق الباقية ولا سيّما حمّامات الميدان". بعبارة ثانية هدم الحمّام مباشرةً بعد أن نشر de Favières مقاله عن حمّامات دمشق في مجلّة الدراسات الشرقيّة.


تلطّف الدكتور عبد الرزّاق معاذ بالمشاركة بالصورتين أدناه لحمّام التوتة من منظورين مخنلفين في خمسينات القرن العشرين ضمن إطاره العمراني (الحمّام في مقدّمة وأسفل الصورة على اليسار في الأولى وعلى اليمين في الثانية). اللقطتان بعدسة الفنّان المبدع الراحل خالد معاذ. 










أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 






Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943. 

Jacques de Maussion de FavièresNote sur les Bains de Damas. Bulletin d'Études orientales T. XVII 1961-1963 (pp 121-131). Photo. 

No comments:

Post a Comment