.jpg)
الوصف أدناه عن دراسة Écochard & Le Cœur في مطلع أربعينات القرن الماضي مع تعديل طفيف صحّحت فيه التاريخ (يحسن التحقّق من كافّة التواريخ في الدراسة الفرنسيّة خصوصاً عند التحويل من التقويم الهجري إلى الميلادي وللإنصاف العمليّة اليوم أسهل بكثير في العصر المعلوماتي). الصورة الملوّنة عن Tim Beddow عام ٢٠٠٠ أمّا الصورتان بالأبيض والأسود فعن de Favières عام ١٩٦١ التقطت أولاهما (على يسار الناظر) في البرّاني B الذي استعمله الزبائن المسنّون مشلحاً وقتها ونراهم جلوساً على حافّة حوض وفي الخلفيّة محراب مقرنص؛ الصورة الثانية ( اليمنى) في الوسطاني C يظهر فيها جرن الحمّام أمام محراب تشغل أعلاه قوقعة ونرى في أقصى اليمين مدخل إحدى المقصورات.
نعود إلى Écochard & Le Cœur:
التوريزي أو التيروزي هو الحمّام الوحيد من القرن الخامس عشر الذي نستطيع تحديد تاريخ بنائه الدقيق. شهد هذا القرن نهاية تطوّر الحمّامات وتجديد أشكالها واقتصرت حمّامات العصور اللاحقة على العودة إلى المخطّطات القديمة والإفراط في الزخرفة دون أي إبداع يستحقّ الذكر.
يقع الحمّام على ثلاثة شوارع شرق الجامع المنسوب لنفس الواقف أمّا عن تاريخ البناء فهو العام ٨٤٨ للهجرة (١٤٤٤ للميلاد).
حالة الحمّام جيّدة كما وصفها الفرنسيّان في مطلع أربعينات القرن العشرين وزبائنه كثر كأحد أهمّ وأحبّ حمّامات المدينة. خدماته مثاليّة وكذلك الأمر فيما يتعلّق بتوزيع المياه فيه (من فرع من نهر القنوات).
زخرفة الحمّام في منتهى الغنى والتنوّع خصوصاً في طريقة الانتقال من القباب إلى الردهات وملحقاتها وتشير القرائن إلى استعمال كافّة العناصر الزخرفيّة motifs الشائعة آنذاك بنجاح متميّز كما في المقصورة D1 (الجوّاني) في الطريقة السلسة الجميلة التي تمّ وصل القبّتين فيها مع جدران المستطيل المكوّن للمقصورة.
الواجهة أبلقيّة فيها بوّابة معقودة وشبّاك وميداليّات زخرفيّة وهي الواجهة الوحيدة التي لا تزال كاملةً بين جميع حمّامات دمشق. البلاط في حالة سيّئة في كافّة حجرات الحمّام عمليّاً.
حمّام التوريزي - حسب Écochard & Le Cœur - أجمل حمّامات دمشق على الإطلاق وأفضلها كنموذج لهذه الفئة من العمائر.
حمّام التوريزي: المخطّط والتوزيع
No comments:
Post a Comment