الرسم التخطيطي عن Écochard & Le Cœur والنصّ تعريب عن Degeorge مع تعديل طفيف.
أنجز الحمّام الذي بناه الأمير غرس الدين خليل التوريزي الدستاري صاحب الحجّاب بدمشق حسب النعيمي في ربيع الأوّل عام ٨٤٨ للهجرة (الموافق ١٤٤٤ للميلاد) في جوار مدرسته (أي جامع التوريزي) . كان الحمّام ناشطاً عندما وصفه Degeorge عام ١٩٩٧ (وعلى علمي لا يزال) وفي حالةٍ مثاليّة ولم يخضع إلى ترميم مشّوه باستثناء الاستعاضة عن قسم من بلاطه الأصلي ودهنه بلون وردي فاقع.
يقع هذا الحمّام إذاً على نسق الجامع المعروف بنفس التسمية ويمثّل أحسن تمثيل الحمّامات المملوكيّة في القرن الخامس عشر. الواجهة أبلقيّة فيها نافذة منخفضة وبوّابة نلج منها إلى دهليز أعوج ومنه إلى المشلح A وهو قاعة واسعة فيها حوض مركزي تتوسّطه نافورة مياه وتتوزّع على ثلاثٍ من جدرانها مصاطب تحتها فجوات صغيرة مخصّصة لقباقيب الزبائن. المشلح مسقوف بقبّة محمولة على مثلّثات كرويّة pendentifs يتوّجها منور lanterneau.
يعكس توزيع الحمّام وأهميّة مكوّناته بعضها نسبةً إلى البعض الآخر التطوّر الذي طرأ على هذا النوع من الأبنية في العهد المملوكي عندما أصبح البرّاني B (أو الصالة الباردة حسب الفرنسييّن) صغيراً للغاية وهو الوحيد الذي حافظ على هيئة المستطيل التي اتّسم بها الجوّاني أيضاً في حمّامات عهد نور الدين. الوسطاني C (أو الصالة الفاترة) شبيه بنظرائه في العصور السابقة تسقفه قبّة وله إثنا عشر ضلعاً وتتفرّع منه أربع مقصورات تفصل بينها أربعة محاريب. أصبح الجوّاني D (أو الصالة الحارّة) هنا - بمساحته وتوزيعه وملحقاته وزخارفه - أهمّ أجنحة الحمّام: البلاط ملوّن وهناك محاريب niches جداريّة ينتهي كلّ منها في أعلاه بقوقعة conque أمّا عن القبوات voûtes فتسهّل مقرنصات انتقال الخطوط المنحنية في السقف إلى المستقيمة في القاعة. الجوّاني مؤلّف من قسم مركزي مثمّن الشكل تتوزّع من ثلاث من أضلاعه حجرات صغيرة exèdres إثنان منها (على الضلعين الشرقي والغربي) عميقة أضف إليها أربع مقصورات ويصل ممرّ صغير بين الجوّاني والوسطاني الآنف الذكر. جميع المقصورات مزّودة بالماء الساخن وأجران حجريّة.
.jpg)
الصورة عن de Favières.
No comments:
Post a Comment