هناك حمّامان في دمشق بهذا الاسم: الأوّل في الميدان السلطاني (مندثر) والثاني في باب الجابية (القمّاحين غرب جامع سنان باشا). حديث اليوم عن الحمّام الثاني.
لم يكن حمّام الجديد في أحسن حالاته عندما درسه Écochard & Le Cœur في مطلع أربعينات القرن الماضي ولكنّه على الأقلّ كان مفتوحاً للزبائن (نهاراً فقط وأجرة الدخول ٢-٥ قروش عام ١٩٤٠ أمّا عن أجرة الحمّام السنويّة من الوقف فكانت وقتها أربعمائة ليرة). مصدر مياه الحمّام من نهريّ بانياس والقنوات.
صنّف Écochard & Le Cœur الجديد تحت باب الحمّامات ذات التاريخ الافتراضي. يوحي توزيع الحمّام الداخلي (١) بكونه من القرن الثالث عشر للميلاد بيد أنّ زخارفه على درجة لا بأس بها من التطوّر وتنمّ عن تاريخ لاحق (نسب العلبي في الصفحة ٥٠٣ من "خطط دمشق" إلى العالمين الفرنسييّن القول أنّ الحمّام يعود للقرن السادس عشر ولكنّني لم أعثر على ما يؤكّد هذا الزعم في النصّ الأصلي الشديد الاختصار).
ذكر العلبي عام ١٩٨٩ أنّ الجديد من "الحمّامات القليلة التي لا تزال تؤدّي وظيفتها بطريقة طبيعيّة بعيداً عن التصنّع الذي نراه في الحمّامات المتطوّرة". لا أدري ما وضعه اليوم.
الصورة عن Weber عام ١٩٩٨.
(١) اقترح Écochard & Le Cœur التمييز بين الحمّامات ذات المخطّط المركزي (حيث يشغل الوسطاني أو الصالة الفاترة C مع ملحقاتها مركز الحمّام) من جهة، والحمّامات التي تتوالى مكوّناتها على نفس الخطّ rectiligne من جهة ثانية. اتّبعت حمّامات القرن الثاني عشر وحتّى الرابع عشر عموماً النموذج الأوّل المركزي ولكن مع حلول القرن الخامس عشر أصبح الجوّاني (الصالة الحارّة D) معادلاً في مساحته للوسطاني (إذاً تلاشت "مركزيّة" الوسطاني) واختفى البرّاني (الصالة الباردة B) أو كاد.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
No comments:
Post a Comment