Thursday, July 28, 2022

حمّام السروجيّة

 


أو حمّام الراس


يقع هذا الحمّام على الزاوية الشماليّة الغربيّة للقلعة ويواجهه من الغرب جامع السنجقدار. يعرف هذا الحمّام أيضاً تحت تسمية حمّام الحجّ


أجبر هذا الموقع بين العمائر الأقدم البنّائين على اتّباع مخطّط معقّد بغية ربط المشلح A' مع سائر مكوّنات الحمّام، اللهمّ إلّا إذا كانت هذه القاعة أحدث من بقيّة الحمّام وأنّها استحدثت بعد هدم المشلح الأصلي الذي تواجد على محور المجمّع. 


لا يثير الحمّام بحالته الحاليّة أدنى اهتمام والسبب التحوّلات التي طرأت عليه إلى درجة أنّ البناء لم يعد مستعملاً بكامله كحمّام إذ تحوّل قسم منه إلى معمل للنشاء وآخر إلى حوانيت وثالث إلى حمّام بارد ليس له أي اتّصال مع الحمّام الأصلي (١).  


أدّت فوضى المخطّط هذه إلى استحالة تحديد وظائف الصالات التي تتميّز بزخارف كثيرة التنوّع لا تقلّ تنافراً عن مخطّط الحمّام. نفّذت هذه الزخارف كعناصر مستقلّة دون محاولة للربط بينها في صالة معيّنة ويوحي شكلها الغريب أنّها نتاج رديء لعامل في عجلةٍ من أمره وليست زخارف مقبولة ومدروسة. 


الصالة المركزيّة المثمّنة هي أكبر صالات حمّامات دمشق التي نعرفها إذ يبلغ قطرها ٩،٨ متر بينما يتراوح قطر الصالات عادةً بين ثلاثة أمتار ونصف المتر إلى خمسة أمتار ونصف المتر. تشير الدلائل أنّها تتبع النموذج الذي يمتلك ثلاث حنيات جداريّة exèdres وأربع مقصورات على محاور مائلة. 


باني الحمّام لالا مصطفى باشا الذي عيّن والياً على دمشق عام ٩٧١ للهجرة = ١٥٦٣-١٥٦٤ للميلاد (٢). 





(١) الحمّام البارد المشار إليه هو الوحيد من نوعه في دمشق يقصده الفقراء الذي يستطيعون الاستحمام فيه لقاء أجرة لا تتجاوز القرش أو القرشين. هذا الحمّام متوقّف عن العمل في الوقت الحالي (أي مطلع الأربعينات).

(٢) عن تاريخ محمّد ابن جمعة (تحت سنة ٩٧١) ومخطوطة المجمع العلمي العربي. هناك وصف مفصّل للحمّام في وقفيّة لالا مصطفى باشا التي نشرها خليل مردم بك.





حمّام الراس عام ١٩٤٠









Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.


No comments:

Post a Comment