Tuesday, June 29, 2021

حمّام فتحي

 


الموقع في الميدان الوسطاني غرب الطريق وعلى بعد حوالي مائة متر شمال تربة سيدي صهيب أمّا النسبة فهي إلى فتحي الدفتري أو الدفتردار باني المدرسة الفتحيّة في القيمريّة. أمر فتحي أفندي بعمارة هذا الحمّام وأوقفه على المدرسة المذكورة عام ١١٥٦ (١٧٤٣-١٧٤٤ للميلاد) حسب العلبي أمّا Michel Écochard & Claude Le Coeur فقد حدّدا التاريخ - استناداً إلى كتابة بالخطّ النسخي على البوّابة بالعام ١١٥٨ (١٧٤٥ م).


جدّد السيّد شفيق النوري هذا الحمّام سنة ١٣٦١ (١٩٤٢) كما هو مدوّن عليه وكان ذلك في نفس الوقت الذي صدرت فيه دراسة العالمين الفرنسييّن الذين وصفا حالته بالممتازة إلى درجة الكمال parfait بيد أنّ العلبي أضاف أنّ الحمّام أغلق بعد عشر سنوات من تجديده وتحوّل إلى مستودع للحبوب ثمّ للأخشاب "ثمّ شرعت الآثار في تجديده ولكنّها توقّفت". رسم العلبي عام ١٩٨٩ صورة شديدة التشاؤم لمستقبل الحمّام قائلاً أنّه "ينتظر اللحظة التي ينهار فيها من تلقاء نفسه وتبنى على أنقاضه عمارة حديثة" ولحسن الحظّ هذا لم يتحقّق.


حمّام فتحي أحد حمّامات المدينة النادرة التي تتمتّع بواجهة مهيبة تتخلّلها أربع فتحات (شبابيك) يقع المدخل على يمينها وسبيل متناظر معه على يسارها. يدلّ مخطّط هذا الحمّام أنّه بني وفقاً لإرادة مهندسيه دون أن تحدّد اعتبارات تتعلّق يالمباني المجاورة الحيّز المخصّص له (أي أنّه بني على أرض خالية) وليس هناك ما يشير إلى تغيّر مخطّطه من منتصف القرن الثامن عشر وحتّى منتصف القرن العشرين (عندما قام الفرنسيّان بدراسته) وإلى اليوم. أعطيت الزخرفة مكانة خاصّة في هذه الآبدة لا تقلّ عن العمارة إن لم تكن تفوقها أهميّةً ويتجلّى ذلك في الواجهة الابلقيّة والجصّ والفسيفساء والبلاط وما إلى ذلك. 








أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


حمّامات دمشق



Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943. 




No comments:

Post a Comment