نتابع رحلتنا في الماضي وتحديداً خريف عام ١٩٥٧ عبر أسطر وصور مجلّة Paris Match .كما هي العادة أبدأ بالتعريب وأحتفظ بأي رأي أو تفسير أو تعليق للحاشية أو الحواشي.
يبدأ المحرّر تعليقاً على الصورة بتعريفنا بما أسماه "القوّة الحقيقيّة من وراء الكواليس" في حفلة السفارة المصريّة في دمشق. تمثّلت هذه "القوّة" في كولونيل سوڤييتي تحلّق حوله جنود أو بالأحرى ضبّاط البحريّة المصريّين. لم يكبّد الكاتب نفسه عناء تسمية أي شخص في الصورة.
نأتي الآن إلى متن المقال:
سواءً كان خروتشوڤ مهرّجاً أم مقتنعاً بما قاله فقد انتهز فرصة التهديد التركي المبطّن لسوريّا كي يثير أزمة عالميّةً لا تقلّ عنفاً عن أزمة السويس (١). اعتبر الزعيم الروسي كليمه الأميركي James Reston (٢) بمثابة ناطق باسم حكومة الولايات المتّحدة ورفع عقيرته مهدّداً مباشرةً أو عن طريق ممثّله في الأمم المتّحدة Gromyko (٣) بيد أنّ هذه العواصف الكلاميّة حملت طابعاً من الزيف إن لم نقل العتاهة إذ تبقى الحرب العالميّة والنوويّة ردّاً لا يتناسب مطلقاً مع حجم الاستفزاز حتّى لو افترضنا أنّ الصراع التركي - السوري حقيقي. بغضّ النظر عن هذه الاعتبارات هناك أمر واحد مؤكّد لا لبس فيه: يبقى الشعب الروسي الذي يحكمه خروتشوڤ دون أن يطلب رأيه عزوفاً عن الحرب يخشاها في مزيج من الوجوم والدهشة الناجمة عن احتمال وقوعها من أجل سوريّا (٤). يتسائل العالم أجمع ما هو هدف خروتشوڤ من وراء هذا التصعيد.
(١) أزمة السويس عام ١٩٥٦ أو ما تسمّيه المصادر العربيّة بالعدوان الثلاثي على مصر تلو تأمبم عبن الناصر لشركة قناة السويس.
(٢) James Reston (١٩٠٩-١٩٩٥) صحافي أمريكي.
(٣) Andrei Andreyevich Gromyko (١٩٠٩-١٩٨٩) سياسي سوڤييتي شغل عدداً من أرفع المناصب قبل انهيار الاتّحاد منها وزير الخارجيّة من شباط ١٩٥٧ وحتّى تمّوز ١٩٨٥.
(٤) أي بعبارة ثانية الشعب الروسي لا يريد المخاطرة بالحرب في سبيل سوريّا ولا يعتبرها جديرة بالتضحيات المتوقّعة.
عندما كانت سوريّا قنبلة العالم الموقوتة
No comments:
Post a Comment