Wednesday, June 16, 2021

ما حقيقة التهديد التركي عام ١٩٥٧؟‎

 


 أختم اليوم بهذا المنشور (رقم ٦) تحليل مجلّة Paris Match لخلفيّة اجتماع تشرين أوّل (أكتوبر) ١٩٥٧ في سفارة مصر في دمشق. للتذكرة ضمّ هذا الاجتماع بالدرجة الأولى ضبّاطاً وسياسييّن سورييّن ومصرييّن منهم الرئيس القوّتلي وخالد بك العظم ورئيس الأركان عفيف البزري عن سوريّا ومحمود رياض عن مصر وغيرهم مع حضور أمريكي وسوڤييتي وتركي.  


علّق المحرّر على هذه الصورة في السفارة المصريّة بالعبارات الآتية:


"يتبادل الملحق العسكري الأمريكي ونظيره التركي الحديث على حدة أمام صورة جمال عبد الناصر وهما الوحيدان بالثياب المدنيّة في وسط حشد من الضبّاط العرب" (١). 


الخبر بالتفصيل:


"لا يوجد على حدّ علم أي إنسان أي مبرّر للتوتّر بين سوريّا وتركيّا. للبلدين حدود مشتركة بداية من أنطاكيا - أنطاكيا الصليبييّن - ونهاية بالفرات. (٢) هناك خلاف إقليمي بين البلدين يعود إلى عام  ١٩٣٩ وعهد الانتداب عندما تنازلت فرنسا عن سنجق اسكندرون لصالح تركيّا (٣) وهناك على الدوام حوادث حدوديّة خصوصاً خلال مناورات الخريف عندما تتجاوز أصوات طلقات المدافع ذات العبوات الفارغة قدرة أعصاب الدرك وموظّفيّ الجمارك على الاحتمال. مع ذلك ليس بين هذه الكلوم ما هو مفتوح أو متقيّح على اعتبار أنّ تركيّا - حيث تسود ديمقراطيّة ضعيفة إلى حدّ ما - تحضّر نفسها لانتخابات السابع والعشرين من تشرين ثاني وتتابع باهتمام المنافسة المعلنة بين رئيس الوزراء عدنان مندريس (٤) من جهة وجنرال أتاتورك السابق الأصمّ الفأر عصمت إينونو (٥) من جهة ثانية ومن المعروف أنّ هذا الأخير دحر في صقاريا (٦) اليونانييّن ممنّ لا يمتّون بصلة لأتباع الإسكندر الأكبر. كان الخريف جميلاً والنفوس مطمئنّة والميل نحو تلطيف الأجواء على قدم وساق خصوصاً من جهة إسرائيل حيث يكمن الخطر على الدوام. إلى الآن لم يفهم أيّ من ذوي النوايا الحسنة لماذا تدهور الوضع فجأةً وبهذا الشكل المسرحي على سفوح جبال طوروس". 



 
(١) الاجتماع أو حفل السفارة المصريّة مقصور على الرجال حصراً. 

(٢) من الواضح أنّ هذه الحدود تقريبيّة. 

(٣) إذا كان هذا الخلاف الإقليمي ليس مبرّراً للتوتّر فما هو المبرّر إذاً؟ هذا ناهيك عن أحداث الحدود التي أشار إليها الكاتب بنفسه. 

(٤) عدنان مندريس رئيس وزراء تركيّا ١٩٥٠-١٩٦٠. أعدم بعد انقلاب عسكريّ أطاح به. 

(٥) عصمت إينونو (١٨٨٤-١٩٧٣) خليفة أتاتورك. لا أعلم من أين أتى الكاتب بلقب الفأر.

(٦) صقاريا: محافظة شمال غرب تركيّا الآسيويّة إلى الشرق من اسطنبول. 





دمشق عاصمة للحرب الباردة


عندما كانت سوريّا قنبلة العالم الموقوتة


التهديد السوڤييتي


ما وراء المجابهة التركيّة - السوريّة


عبد الناصر يتصدّى للتهديد التركي







Paris Match 446. Samedi 26 Octobre 1957






No comments:

Post a Comment