سوق مملوكي كبير كان شمال غرب قلعة دمشق وغطّى مساحة كبيرة شغلتها في العهد العثماني عدّة أسواق: السروجيّة والعتيق وعلي باشا والدرويشيّة وساحة المرجة وسوق الخيل وغيرها. زوّدنا Jean Sauvaget بخريطة له ووصفه كما يلي:
تمتدّ ساحة كبيرة تدعى تحت القلعة أمام باب القلعة الشمالي في مكان سوق الخيل حاليّاً وهذا الأخير لا غنى عنه لجيش مؤلّف حصراً من الفرسان (أي جيش المماليك). يجمع النائب في هذه الساحة جنود الحامية مرّتين في الأسبوع ليستعرضهم ويفحص مطاهم وأسلحتهم وتجهيزاتهم ومن ثمّ يباشر بإقامة العدل بصورة رسميّة مهيبة ويصدر الأحكام ويعلن الترقيات. سوق الخيل إذاً مركز الحياة العسكريّة ونقطة تمركز الجنود الاعتياديّة ونجد فيه كافّة المهن التي تعتمد العسكر زبائناً لها كتجّار الأقمشة والألبسة والسلاح والسقطييّن (تجّار الملابس المستعملة) والمطاعم الشعبيّة والملاهي. هناك أيضاً الحرف المتعلّقة بالدوابّ كتجّار التبن والشعير والسلال والمناخل والخروج والسروج وغيرها. ترك جميع هؤلاء شيئاً فشيئاً حوانيتهم في المدينة وتجمّعوا تحت القلعة وحول الساحة وعلى طول الدروب المؤدّية إلى هذه الساحة التي جذبت أيضاً تجارة الجملة للخضار والفواكه (إشارة إلى دار البطّيخ) حيث أقيم سوق في يوم الجمعة منذ ذلك العهد.
اللوحة الملحقة مشهورة استعملتها العديد من الكتب التاريخيّة منها La terre Sainte (١٨٨٢-١٨٨٤) بالفرنسيّة لمؤلّفه Victor Guérin ولكن الأصل كتاب أمريكي حقّقه البريطاني Charles William Wilson عنوانه Picturesque Palestine, Sinai, and Egypt صدر بين ١٨٨١-١٨٨٣ ورسم الكثير من صوره (منها المعروضة هنا) الفنّان الأمريكي الموهوب John Douglas Woodward. التعليق على هذه الصورة في المصدر هو الآتي:
"قلعة دمشق عبارة عن بنية كبيرة مستطيلة الشكل ومحاطة بخندق ولها إثنا عشرة برجاً نرى إثنان منهما أعلاه. في مقدّمة الصورة مقهى ونرى على شرفته العلويّة لاعباً معمّماً جذلاً يمسك ورقة رابحةً".
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études Islamiques, 1934, p. 464-465.
Victor Guérin. La Terre Sainte
No comments:
Post a Comment