Thursday, June 24, 2021

حمّام البزوريّة

 


أو حمّام نور الدين. نشر Michel Écochard دراسته الأولى عن هذا الحمّام في الكرّاس الثاني لكتاب "أوابد دمشق الأيّوبيّة" الصادر عام ١٩٤٠ ثمّ كتب عنه للمرّة الثانية - بإيجاز - بالاشتراك مع Claude Le Coeur في كتاب "حمّامات دمشق" الصادر عن المطبعة الكاثوليكيّة في بيروت والمعهد الفرنسي في دمشق عام ١٩٤٢-١٩٤٣. يبقى هذا الكتاب المرجع الأوّل - وإلى اليوم الأفضل - عن حمّامات دمشق التاريخيّة.


الحمّام من أقدم حمّامات دمشق ومذكور في ابن عساكر. الموقع في سوق البزوريّة (سوق القمح في القرن الثاني عشر) جنوب الجامع الأموي وتاريخ البناء بين دخول نور الدين إلى دمشق عام ١١٥٤ وإنجاز المدرسة النوريّة الكبرى عام ١١٧٢ بدلالة النقش الكتابي التالي على ساكف بابها (بدران ٢١٢-٢١٣):


بسم الله الرحمن الرحيم. أنشأ هذه المدرسة المباركة الملك العادل الزاهد نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ضاعف الله ثوابه وأوقف على أصحاب الإمام سراج الأمّة أبي حنيفة رضي الله عنه ووقف عليها وعلى الفقهاء والمتفقّهة بها جميع الحمّام المستجدّ بسوق القمح والحمّامين المستجدّين بالورّاقة ظاهر باب السلامة والدار المجاورة لهما والورّاقة بعونيّة الحمى وجسر الوزير والنصف والربع من بستان الجوزة والإحدى والعشرين حانوتاً خارج باب الجابية والساحة الملاصقة لها من الشرق والستّة حقول بداريّا على ما نصّ وشرط فكتب الوقف رغبةً في الآخرة والثواب وتقدمة بين يديه يوم الحساب فمن بدّله بعدما سمعه فإنّما إثمه على الذين يبدلونه إنّ الله سميع عليم وذلك في مدّة آخرها شعبان سنة سبع وستّين وخمسمائة (*) 


(*) الموافق آذار نيسان عام ١١٧٢ للميلاد. 





ترك Écochard لنا مخطّطين للحمّام أحدهما بحالته "الراهنة" (أي مطلع أربعينات القرن العشرين) والثاني لحالته الأصليّة كما تصوّرها وكان رأيه أنّه لا يوجد أي دليل ملموس على قدم المشلح أو بالأحرى أصالته وأنّه معماريّاً يعود للعهد العثماني وكذلك الحال بالنسبة للمراحيض. بالمقابل المقصورة الملحقة بالجوّاني قديمة ومن الممكن أنّها أصليّة (أي بنيت في القرن الثاني عشر) وتشير القرائن أنّ البناء الأصلي تمركز حول الوسطاني (B على المخطّط الثاني) الذي يصل بين البرّاني (A) والجوّاني (C). 


أضاف الفرنسيّان (Écochard و Le Coeur) أنّ الحمّام كان ناشطاً وفي حالة ممتازة إلى أمد قريب عندما جرى تحويله إلى خان أمّا العلبي فقال أنّ الحمّام تحوّل إلى مستودعات لتجّار سوق البزوريّة وكان فيه معمل صابون إلى أنّ جدّد وعادت وظيفته إلى أصلها عام ١٤٠٠ (١٩٧٩-١٩٨٠ م) وهو "اليوم من أجمل حمّامات دمشق وترتاده فئة معيّنة من الأغنياء الجدد - أغنياء السلم لا الحرب - أمّا الفقراء فإنّهم يكتفون بالنظر إليه من الخارج". 






الصورة عن العلبي. 






أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


عبد القادر بدران. منادمة الأطلال ومسامرة الخيال


حمّامات دمشق


أوابد دمشق الأيّوبيّة








Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943. 

Akram Ḥ. ʿUlabī. H̱iṭaṭ Dimašq 1989 (photo). 



No comments:

Post a Comment