عرّف العلبي الزاوية في دمشق كما يلي: مصلّىً صغيراً يقيم فيه أحد الشيوخ أو الأولياء فينجذب (*) إليه بعض الأتباع وهؤلاء يجذبون آخرين .... وغالباً ما تنسب إلى الشيخ كرامات...
(*) من هنا كلمة مجذوب أي الصوفي الذي جذبه الحقّ إلى الحضرة الإلهيّة.
تنسب الزوايا قيد الحديث إلى مؤسّس الطريقة الصوفيّة المسمّاة السعديّة الشيخ سعد الدين الجباوي من مواليد مكّة (٤٦٠ = ١٠٦٧-١٠٦٨ للميلاد) ووفيّات قرية أو خربة جبا في محافظة القنيطرة الحاليّة (٥٧٥ = ١١٧٩-١١٨٠ للميلاد) حبث دفن بعد أن بنى مسجداً ورباطاً. إذا صحّت هذه التواريخ فهذا يعني أنّ عمره تجاوز المائة وعشر سنوات ميلاديّة.
هناك ثلاث معالم جباويّة في دمشق أقدمها يعود إلى العهد المملوكي والقرن الخامس عشر للميلاد. هذه المعالم هي الآتية من الأقدم إلى الأحدث:
أوّلاً: زاوية أو مصطبة الشيخ سعد الدين الجباوي أو الزاوية السعديّة الجباويّة في الميدان الفوقاني وهي الأقدم.
ثانياً: زاوية سعد الدين الجباوي في الجامع المدعو بنفس الإسم (ويدعى أيضاً جامع الحبّال وجامع السفرجلاني) في القيمريّة ويعود - على الأقلّ بشكله الحالي - إلى العهد العثماني والقرن الثامن عشر للميلاد.
ثالثاً: تربة حسن الجباوي في السويقة. التربة الأصليّة قديمة كما سنرى نقلت إلى مكانها الحالي عام ١٩٧٢ للميلاد.
لكلّ من هذه الأوابد الثلاث حديث مستقلّ.
التقطت الصورة الملحقة (عن Wulzinger & Watzinger) عام ١٩١٧ أو ١٩١٨.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment