الموقع في القيمريّة على بعد مائة متر إلى الشمال من الشارع الذي يحمل نفس التسمية وإلى الشرق من المدرسة القيمريّة. أفاد العلبي أنّ هذا الحمّام هو الذي ذكره ابن عساكر تحت اسم حمّام الحريمييّن في الصفحة ١٦٣ من تاريخ دمشق كما حقّفه صلاح الدين المنجّد:
"وحمّام في الحريمييّن خلف سوق المطرزييّن على بئر".
إذا قبلنا وجهة النظر هذه فمعنى ذلك أنّ الحمّام يعود للقرن الثاني عشر للميلاد ولربّما كان أقدم من ذلك خصوصاً وأنّ العلبي يتابع فيقول أنّ "هذا الحمّام من الحمّامات القليلة في دمشق التي لا تزال على وضعها القديم...".
نأتي الآن إلى دراسة Écochard و Le Coeur وهي مخالفة لرأي العلبي على طول الخطّ. قارن العالمان الفرنسيّان طريقة الانتقال من القاعات إلى قبواتها واستناداً إليها وإلى عدد من القرائن المعماريّة - مع أخذ التغييرات والتعديلات الكثيرة التي خضع إليها الحمّام على مرّ السنين بعين الاعتبار - استنتجا أنّ هذا الحمّام معاصر لحمّام الناصري في مئذنة الشحم وبالتالي فهو يعود إلى العهد المملوكي والقرن الرابع عشر للميلاد وليس للعهد النوري كما اعتقد العلبي.
لا يمنع هذا بالطبع أن يكون هذا الحمّام مبنيّاً على على موقع احتلّه حمّام أقدم منه ولدينا العديد من الأمثلة على دور عبادة تطوّرت وتحوّلت وأعيد بناؤها عبر الزمن كما في حالة جامع بني أميّة الكبير وهي الأشهر. لا مناص لنا - في غياب النقوش الكتابيّة التاريخيّة والمخطوطات - من اللجوء إلى الدراسات الفنيّة والمعماريّة المقارنة وهذا ما فعله الفرنسيّان اللذان أضافا أنّ الحمّام كان في حالة جيّدة في مطلع أربعينات القرن الماضي.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
صلاح الدين المنجّد. تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر
No comments:
Post a Comment