لا أعلم متى درجت تسمية سوق المسكيّة ولكنّها على الأرجح حديثة نسبيّاً وتوافق ما أسماه النعيمي الرصيف في كتاب الدارس في تاريخ المدارس؛ كان هذا في سياق ما كتبه عن دار الحديث النفيسيّة.
الرصيف مذكور في مصدر أقدم من النعيمي ألا وهو كتاب أوقاف الجامع الأموي المعنون الصحيح الجامع لصريح الجامع. تعود الوثيقة الأصليّة لعام ١٤١٣ للميلاد وعهد السلطان المملوكي المؤيّد شيخ وما وصلنا صورة عن نسخة عنها حرّرت عام ١٥١٨ في بداية العصر العثماني في بلاد الشام.
يفصّل النصّ التالي أوقاف الجامع في الرصيف كما حدّدها كتاب الصحيح الجامع وحقّقها فريق من العلماء الفرنسييّن (المرجع أدناه والخارطة الملحقة منه):
ومن ذلك جميع الحوانيت والطباق علو ذلك والرواشن التي لم تكمّل الكائن ذلك بباب البريد والحوانيت المذكورة يومئذ سكن النحّاسييّن والورّاقين والكتبييّن (١) والذهبييّن والشعّارين والعنبرييّن (٢) وجميع المقاعد الكائنة بالمكان المذكور ومنها مقعد الروّاس والمقعد الكائن برأس الدرج المعروف بسكن الحدّاد وتجاهه حانوت الماوردي وحانوت الحريري الملاصق للعنبرييّن ويشتمل كلّ حانوت على داخل وفناء وأغلاق والمقاعد بعضها سكن للإصطنبولييّن وكلّ مقعد منها تحته خزانة وعدّة الحوانيت المذكورة والمقاعد لأربعة وأربعون حانوتاً ومقعداً وتشتمل كلّ طبقة على منافع ومرافق.
وعدّة الطباق غير الطبقتين المفردتين عشرون طبقة وجميع الطبقة المفردة التي هي من جملة الطبقتين المفردتين ويصعد إليها من سلّم من دهليز الصادريّة ولها منافع ومرافق
وعدّة الرواشن التي لم تكمل عمارتهنّ
حدّ ذلك من القبلة دويرة حمد (٣) والدار المعروفة ببيرم خجا والمرتفق ومن الشرق الجامع الأموي ومن الشام الزابوق سكن تجّار قماش النساء الآتي ذكره وتمام الحدّ دهشة النساء الآتي ذكرها فيه وباب الدهشة الواحد وباب آخر صغير إلى الزابوق والمكان المسلوك منه إلى الصادريّة (٤) ومن الغرب الطريق.
(١) سوق المسكيّة مشهور ببيع الكتب والقرطاسيّة.
(٢) يستعمل العنبر في صناعة العطور كما هو معروف ولربّما اشتقّت تسمية المسكيّة من هنا.
(٣) دويرة حمد خانقاه للصوفيّة هي الأقدم من نوعها في دمشق. أسّسها حمد بن عبد الله الدمشقي المقري عام ١٠١٠ للميلاد. درست.
(٤) تعتبر الصادريّة الحنفيّة أقدم مدارس دمشق الفقهيّة وتعود للعهد السلجوقي وعام ١٠٩٧ للميلاد وتنسب إلى شجاع الدولة صادر بن عبد الله. أزيلت آخر آثارها لدى إنشاء الساحة غرب باب البريد عام ١٩٨٣.
خلاصة الكلام الرصيف في العهد المملوكي = المسكيّة في القرن العشرين وإلى شماله تواجدت المدرسة الصادريّة وإلى جنوبه البيمارستان الدقاقي والخانقاه الدويريّة أو خانقاه دويرة حمد.
الصورة عن العلبي.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
عبد القادر النعيمي. الدارس في تاريخ المدارس
Astrid Meier, Élodie Vigouroux, Mathieu Eychenne. Le waqf de la mosquée des Omeyyades de Damas. Le manuscrit ottoman d’un inventaire mamelouk établi en 816/1413, Beyrouth, Presses de l’Ifpo, 2018.
No comments:
Post a Comment