خان الحرير

 

أعاد العلبي أصل هذا الخان العثماني إلى عصر السلاجقة والقرن الخامس الهجري (الربع الأخير من القرن الحادي عشر والنصف الأوّل للقرن الثاني عشر للميلاد) مضيفاً أنّه عرف وقتها تحت تسمية خان القوّاسين. وافق أحمد الدالي وموسوعة الآثار في سوريا العلبي على القوّاسين (خان أو قيساريّة) كسلف خان الحرير ولم يذكر لا هذا ولا ذاك مصدر المعلومة وهي ليست مدرجة لا لدى ابن عساكر ولا ابن شدّاد (أورد سامي الدهّان محقّق الأعلاق الخطيرة قاساريّة القوّاسين في الصفحة ٢٣١ ولكنّه نقل عن النعيمي وليس ابن شدّاد) . 

نأتي الآن إلى مقال عبد القادر ريحاوي في عدد الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة الصادر عام ١٩٧٥.  ذكر العالم الراحل قيساريّة القوّاسين نقلاً عن النعيمي محدّداً موقعها قبلي باب الزيادة إلى جوار قيساريّة السلاح وارتأى بناءً عليه أنّ ما حلّ محلّ خان القوّاسين ليس خان الحرير وإنّما خان التتن. 

خان الحرير كما نعرفه اليوم يعود للقرن السادس عشر للميلاد والوالي درويش باشا الذي بناه أو أعاد بنائه عام ٩٨١ (١٥٧٣-١٥٧٤ م) بدلالة الكتابة على الباب. يعتبر هذا الخان من أكبر خانات دمشق بمساحة تقارب ٢٥٠٠ متر مربّع ويتألّف من طابقين. يقع باب المدخل في الشمال مطلّاً على سوق الحرير وينفذ منه إلى دهليز مسقوف بعقد وعلى جانبيه محلّات تجاريّة ودرج حجري في كلّ جانب يتمّ الصعود بواسطتهما إلى الطابق العلوي. يؤدّي الدهليز إلى صحن سماويّ مضلّع قريب من المستطيل تتوسّطه بركة مستطيلة أمّا الطابق الثاني فهو مؤلّف من ممرّ مسقوف بقباب صغيرة يشرف على الصحن من الأعلى وتتوزّع ورائه غرف الخان. 

يحيط بالخان من الخارج سبعة وعشرون مخزناً وفي داخله تسعة عشر مخزناً لكلّ منها مستودع أو أكثر. تحوّلت المخازن الأرضيّة إلى دكاكين وأصبحت امتداداً لسوق الحرير. يحتوي الطابق العلوي على إثنين وخمسين مخزناً. 

ذكره Wulzinger & Watzinger باختصار شديد (صفحة ١٤١ من تعريب قاسم طوير) قائلين أنّه كان وقتها (فترة الحرب العالميّة الأولى) سوقاً للفرو وأنّه كان متوّجاً بأربع وأربعين من القباب الصغيرة. 

تحدّد الخارطة الملحقة (عن ريحاوي والحوليّات السوريّة) موقع خان وسوق الحرير جنوب غرب الجامع الأموي. أخذت مخطّط الطابقين الأرضي والعلوي عن الدالي وموسوعة الآثار في سورية. ألحقت بالمنشور صورتين أقدّر عمر أولاهما بمائة عام أو أكثر ويظهر فيها من اليمين إلى اليسار خان الحرير ثمّ خان التتن ثمّ سوق السلاح (السوق الضيّق المسقوف قسم منه جملونيّاً) فقسم من خان الصدرانيّة فسوق البزوريّة (مسقوف بشكل نصف أسطواني) ثمّ قباب خان أسعد باشا العظم أمّا عن السوق الطويل المسقوف في الجنوب فهو بالطبع مدحت باشا. 

الصورة الأحدث لسوق الحرير عن العلبي.  

أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 

أحمد الدالي. خان الحرير. موسوعة الآثار في سورية

عبد القادر ريحاوي. خانات مدينة دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة ١٩٧٥

الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.