Monday, October 11, 2021

الجامع المعلّق

 


جامع مملوكي يقع خارج سور المدينة على الطرف الجنوبي لشارع الملك فيصل في العمارة البرّانيّة - المناخليّة ويدعى أيضاً الجامع الجديد أو جامع بردبك أو مسجد بين الحواصل . أتت تسمية المعلّق من الدرج الذي ينعيّن على المصلّين والزوّار صعوده بغية دخول الجامع وبناءً عليه هناك أكثر من جامع "معلّق" في دمشق (المدرسة السيبائيّة أو جامع الخرّاطين مثلاً) . 


ينسب طلس هذا الجامع إلى الأمير بردبك سيف الدين الجكمي المعروف بالعجمي الأعور الذي كان أحد أمراء الألوف في دمشق أمّا العلبي فيرفض هذا الزعم على اعتبار أنّ الأمير المذكور مات قبل بناء الجامع بسبع سنوات أوّلاً وأنّ هناك ثلاثة عشر أميراً باسم بردبك من القرن التاسع الهجري ثانياً ويكتفي بتحديد بردبك الأشرفي إينال بانياً للجامع. تاريخ البناء ٨٦٢ للهجرة (١٤٥٧-١٤٥٨ للميلاد) . 


أبعاد الجامع ٣٠,٥ x  ٣٤,٧ من الأمتار ويمكن الرجوع لموقع مديريّة أوقاف دمشق لمزيد من التفاصيل. الواجهة الواقعة في الشمال أبلقيّة لها بابان. تعود مقرنصات الباب الغربي إلى عهد بناء الجامع (التقطت الصورة الملحقة بالأبيض والأسود عن Herzfeld في الربع الأوّل من القرن العشرين ومنظورها من الغرب إلى الشرق). جدّد القسم العلوي من هذا الباب مع المئذنة بعد انهدامها على إثر صاعقة أصابتها في الحادي والعشرين من أيّار عام  ١٦٤٨ (عبد القادر بدران) بدلالة الكتابة الآتية:


"جدّد هذه المنارة بعد انهدام ثلثها من الصاعقة الربّانيّة من ماله صاحب الخيرات أمير الأمراء الكرام حضرت محمّد باشا كافل المملكة الشاميّة بمباشرة اسكندر أفندي الروزنامجي سنة ثمانية وخمسين وألف"







هناك كتابة ثانية فوق الباب الغربي ألحق صورتها بعدسة قتيبة الشهابي (عام ١٩٩٧) نصّها الآتي:


"هذا ما أقرّ به المقرّ الجناب العالي المعلّم محمّد بن جناب الزيني عبد الرحمن ابن البيروتي معلّم المسابك الشريفة السلطانيّة بأمر السعا المحر ... أدام الله أيّامه أن يعفو عن الجماعة النصارى الحدّادين من طرح الفولاذ ولعنة الله على من سعى في ذلك بتاريخ رابع شهر جمادى الأولى سنة ٩١٥ (*) والحمد لله وحده"


(*) الموافق الرابع عشر من أيلول عام ١٥٠٩.






تقع المئذنة بين البابين وهي أقرب إلى الباب الشرقي منها إلى الغربي. وصفها الألمانيّان Wulzinger & Watzinger عام ١٩١٧-١٩١٨ ولتجنّب الإطالة ألحق صورتها عن الشهابي ( ١٩٩٠). جدّدت هذه المئذنة عام ١٠٨٥ للهجرة (١٦٧٤ م) ثمّ تضرّرت بزلزال ١٧٥٩ورمّمت. رمّم الجامع أيضاً عام ١٩٨٧ وأخيراً عام ٢٠٠٨. 


يؤدّي باب الجامع إلى الصحن الواسع (١٦,٢٥ متر x ٢٧,٦ متر) وفيه بحرة وأروقة شرقيّة وغربيّة. الحرم قبلي بالطبع أبعاده ٣٤,٧ X ١٢,٥ متر. 







أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد


عبد القادر بدران. منادمة الأطلال ومسامرة الخيال


قتيبة الشهابي. مآذن دمشق


قتيبة الشهابي: النقوش الكتابيّة في أوابد دمشق منشورات وزارة الثقافة ١٩٩٧.



Ernst Herzfeld Papers


Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


No comments:

Post a Comment