من المتعارف عليه أنّ بلال بن رباح أوّل مؤذّن في الإسلام توفّي عام ٢٠ للهجرة (٦٤١ للميلاد). هناك أكثر من مقام له والأكثر احتمالاً بينها كالمكان الذي احتوى رفاته فعلاً هو مقبرة الباب الصغير في دمشق بيد أنّ أقدم عناصر تربته في هذه المقبرة (شاهدة الضريح) تعود إلى النصف الأّول من القرن الثاني عشر كما رأينا أي بعد خمسمائة سنة من التاريخ المفترض لموت بلال.
باختصار من الممكن أنّ بلال دفن في هذا الموقع ولكنّنا لا نملك دليلاً ملموساً لا في مصادر تاريخيّة معاصرة للحدث ولا في آثار المقبرة. بالمقابل هناك أدلّة لا تقبل الدحض عن تجديده أقدمها - باستثناء الشاهدة المذكورة أعلاه - يعود للقرن الثالث عشر كما سيتّضح من الأسطر التالية والصورة الملحقة بعدسة الباحث الراحل خالد معاذ:
ما نراه كتابة أبعادها ٩٦ x ٣٧ من عشيرات المتر تتوسّط حجراً مستطيلاً طوله ١٣٨ وعرضه ٤٩ عشير المتر. يشكّل هذا الحجر ساكف الباب المؤدّي إلى غرفة الدفن من دهليز المدخل. تأخذ نهايتا الحجر شكل ذيل السنونو queue d'aronde وتزيّنه ضفائر. النقش بالخطّ الأيّوبي النسخي ويتوزّع على خمسة أسطر. الأحرف النافرة مذّهّبة والخالفيّة المنحوتة ملوّنة بالأخضر. ألنصّ هو الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم لمثل هذا فليعمل العاملون هذا قبر بلال بن رباح
مؤذّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خاتم النبييّن وسيّد المرسلين
وهو مولى أبي بكر الصدّيق خليفة رسول الله توفّي بلال في سنة عشرين
من الهجرة النبويّة وكان مولده للشراة وحين موته كان بضع وستّين سنة ودفن في هذه التربة
وكان اسم أمّ بلال حمامة رحمهم الله وجدّد هذا المكان في سنة خمس وعشرين وستّمائة (١٢٢٨ للميلاد)
غزوان ياغي. موسوعة الآثار في سورية الجزء الثالث
No comments:
Post a Comment