تعود الصورة الملحقة عن Herzfeld إلى الربع الأوّل من القرن العشرين وتظهر فيها لوحة كتابيّة فوق عقد الباب في الواجهة الغربيّة للتربة العلائيّة. اللوحة الحجريّة الكتابيّة كناية عن مستطيل ارتفاعه ٦٥ عشير المتر وعرض قاعدته ٥٣ من عشيرات المتر نقش عليه النصّ الآتي بالخطّ النسخي القديم موزّعاً على سبعة أسطر:
بسم الله الرحمن الرحيم
كلّ من عليها فان ويبقى
وجه ربّك ذو الجلال والإكرام (*)
هذا ما بنته والدة الأمير الشابّ
العزيب الشهيد علا الدين بن الأمير
زين الدين رحمهما الله في ذي
الحجّة سنة ثمان وستّين وخمس مائة (**)
(*) السطران الثاني والثالث من سورة الرحمن والآيتين ٢٦ و ٢٧.
(**) الموافق تمّوز - آب ١١٧٣ للميلاد.
بالنسبة لهويّة شاغل التربة يرى Herzfeld ويوافقه Allen أنّ علاء الدين هو ابن زين الدين وأنّ هذا الأخير كان أحد الأمراء التركمان في خدمة عماد الدين زنكي وأنّه والد مظفّر الدين كوكبوري الذي تزوّج ربيعة خاتون أخت صلاح الدين. إذاً علاء الدين أحد إخوة كوكبوري (ولربّما أخ غير شقيق) . يترتّب على ما سبق أنّ الفقيد ليس أيّوبيّاً وإذا كان الأمر كذلك فما سبب دفنه في المقبرة النجميّة؟ علّ التفسير الأقرب إلى الصواب أنّ بانية التربة (والدة علاء الدين) كانت أميرة أيّوبيّة اقترنت بزين الدين لأسباب سياسيّة وهناك العديد من الأمثلة على زيجات من هذا النوع. لربّماكانت هذه السيّدة ابنة أسد الدين شيركوه عمّ صلاح الدين. هنا تجدر الإشارة إلى الخطأ الذي وقع فيه Sauvaget في الصفحة ٥٥ من كتاب "أوابد دمشق التاريخيّة" عندما قال أنّ شاغل التربة هو الأمير زين الدين بن علاء الدين بينما الصواب هو العكس (أي علاء الدين بن زين الدين).
يعتقد Allen أنّ اللوحة الكتابيّة وضعت في مكانها اللاحق بعد إنجاز التربة ولم يكن هذا في نيّة الباني أو البانية لدى مباشرة العمل. عزّز عالم الآثار رأيه مستشهداً بالتربة النجميّة والمدرسة الشاميّة وتربة نور الدين إذ لا يوجد كتابات تأسيسيّة في أيّ من هذه الأوابد التي تقتصر النقوش الكتابيّة فيها على ما تواجد على الأضرحة نفسها. كتابات الأضرحة دارسة في حالة التربة العلائيّة (ستّ الشام الصغرى) وينطبق هذا على القبور الثلاث التي ذكرها Herzfeld تحت القبّة.
Terry Allen. Ayyubid Architecture
Gérard Degeorge: Damas des Origines aux Mamluks, l'Harmattan 1997
Ernst Herzfeld. Damascus, Studies in Architecture III. Ars Islamica 1946
Jean Sauvaget. Les monuments historiques de Damas
No comments:
Post a Comment