نستشفّ من النقش الكتابي فوق باب تربة ستّ الشام الصغرى أو العلائيّة أنّ الفقيد - علاء الدين بن زين الدين - شابّ غير متزوّج "عزيب" ولربّما كان المقصود بالشهيد أنّه قضى نحبه في الحروب الصليبيّة.
سبق القول أنّ هذه التربة العائدة لعام ١١٧٣ للميلاد هي الأقدم بين الترب الأيّوبيّة والأولى التي استندت طاسة قبّتها على رقبتين وتميّزت عن الترب التي ستليها بعدد أضلاع رقبتيها: الرقبتان المتراكبتان مثمّنتان في تربة ستّ الشام الصغرى بينما جرت العادة في الترب اللاحقة على كون الرقبة السفليّة (الأكثر ارتفاعاً) مثمّنة بينما تتكوّن العلويّة من ستّة عشر ضلعاً. أضف إلى ذلك أنّ الجدران صمّاء في رقبتيّ العلائيّة لا محاريب فيها ولا شبابيك من الخارج على عكس سائر الترب الأيّوبيّة التي أتت بعدها. فارق آخر: طاسة القبّة ملساء بينما نرى طاسات محزّزة في عدد من الترب الأحدث من العهد الأيّوبي كما في تربة صلاح الدين والنجميّة على سبيل المثال وليس الحصر.
الجدار الشرقي من الداخل |
مع ذلك داخل هذه التربة غني بالزخارف إلى حدّ ما كما نرى في التجاويف (المحاريب) الصغيرة الأربعة في أعلى زوايا الغرفة (صورة Herzfeld من مطلع القرن العشرين) حيث يتمّ الانتقال من المربّع إلى الدائرة وفي العقود الآجريّة الكبيرة على جدرانها الأربع (صورة Allen من الثمانينات). يخرق العقد القبلي الجدار إلى الخارج ولكن الواجهة الرئيسة غربيّة حيث يقع مدخل التربة تحت عقد مدبّب يأخذ شكل حدوة الحصان من الخارج وتعلوه اللوحة الكتابيّة التي تعرّضنا لها أمس.
الواجهة القبليّة |
يحمل البناء طابعاً دمشقيّاً لا لبس فيه وإن ظهر التأثير الحلبي في اختيار الأحجار والإتقان في استعمالها.
وصف Allen هو الأفضل والأكثر تفصيلاً والأغنى بالصور العالية الدقّة من بين المصادر التي استعنت بها. يمكن لمن يريد عرضاً سريعاً الرجوع إلى Herzfeld (بالإنجليزيّة) أو Degeorge (بالفرنسيّة).
تربة ستّ الشام الصغرى: النقش الكتابي
Terry Allen. Ayyubid Architecture
Gérard Degeorge: Damas des Origines aux Mamluks, l'Harmattan 1997 (p 219). Texte.
Ernst Herzfeld. Damascus, Studies in Architecture III. Ars Islamica 1946
Jean Sauvaget. Les monuments historiques de Damas
No comments:
Post a Comment