مات الأفضل نجم الدين أيّوب (أبو صلاح الدين) في مصر ودفن فيها لينقل رفاته لاحقاً إلى المدينة المنوّرة وبالتالي فالتربة المنسوبة إليه في دمشق (سوق ساروجا أو العونيّة قديماً) لم تضمّ جثمانه يوماً وإن رقد قيها عدد من أفراد عائلته (ابنه شاهنشاه وحفيده من صلاح الدين المنصور حسن وحفيده من شاهنشاه تقيّ الدين عمر وحفيدته - أيضاً من شاهنشاه - الستّ عذراء وفتح الدين ابن أخيه شيركوه.
الموقع غرب المدرسة الشاميّة الكبرى والتربة العلائيّة وشارع الثورة حاليّاً والصورة الملحقة عن مروان مسلماني تعكس الوضع بعد الترميم بدلالة أنّ صلاح الدين المنجّد في وصفه المبتسر عام ١٩٤٩ (خطط دمشق صفحة ٦٧) فال "القبّة مهدّمة تكاد تسقط فيها نقوش جصيّة ومشبّكات هندسيّة" وعلى ما يبدوا كان وضعها أفضل عام ١٩٣٢ عندما عاينها المستشرق الفرنسي Jean Sauvaget وكتب (تحت عنوان "تربة مجهولة لا شكّ أنّها النجميّة") أنّ قبّتها المحزّزة في حالة جيّدة bien conservée.
يعود مخطّط التربة الملحق عن Herzfeld إلى الربع الأوّل من القرن العشرين. البناء مربّع الشكل طول ضلعه ستّة أمتار ونصف المتر يتمّ فيه الانتقال من المضلّع إلى طاسة القبّة عن طريق رقبتين تتناوب فيهما الشبابيك مع المحاريب الصمّاء. للرقبة السفلى ثمانية أوجه أو أضلاع بينما يبلغ عدد أوجه الرقبة العليا الأقلّ ارتفاعاً ستّة عشر. يتبع البناء نماذج عمائر الترب الأيّوبيّة في النصف الثاني للقرن الثاني عشر. الصورة الملوّنة الحديثة عن مروان مسلماني.
مروان مسلماني. دمشق عهود وفنون.
أحمد فائز الحمصي العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
Annales Archéologiques Arabes Syriennes XXXV 1985.
Ernst Herzfeld. Studies in Architecture III. Ars Islamica 1946
Jean Sauvaget. Les monuments historiques de Damas
No comments:
Post a Comment