أو التربة الكوكبائيّة. تعود الصورة الملحقة بعدسة Herzfeld إلى مطلع القرن العشرين كما أوردها موقع Smithsonian الذي أسماها خطأً "جامع وتربة تنكز". علّ سبب الالتباس هو التشابه الكبير بين بّوابة مدخلها وبين مدخل دار الحديث التنكزيّة أو المدرسة الكامليّة (قبلي الجامع الأموي) أمّا جامع تنكز فهو - على عكس دار الحديث وتربة ستيتة - خارج سور المدينة على شارع النصر.
أرفق مخطّط تربة ستيتة عن Wulzinger & Watzinger وهو يشبه العديد من الترب من الترب المملوكيّة بالقبّتين المحيطتين بالمدخل (مثلاً التربة العادليّة البرّانيّة وجامع التينبيّة والتربة المختاريّة الطواشيّة وتربة آراق). أطلق العالمان الألمانيّان على هذه التربة خطأً اسم "تربة الشيخ نحلاوي" (صفحة ١٣٩ من تعريب قاسم طوير) والسبب (حسب صلاح الدين المنجّد ص ١٣٧) أنّها أصبحت في القرن الثاني عشر الهجري (١٦٨٨- ١٧٨٤ للميلاد) زاوية أقام بها الأذكار الشيخ أحمد النحلاوي (وفيّات ١٧٤٤ - ١٧٤٥ م) الذي دفن بها لدى وفاته.
نرى الكتابة التالية بالخطّ النسخي المملوكي على باب التربة:
"بسم الله الرحمن الرحيم. أمر بإنشاء هذه التربة المباركة المقرّ الشريف العالي المولوي الأميري الكبيري الغازي المجاهدي المالكي المخدومي السيفي سيف الدنيا والدين تنكز نائب السلطنة المعظّمة بالشام المحروس عزّ نصره وكان الفراغ في شهر ذي الحجّة سنة ثلاثين وسبعماية (*)"
(*) الموافق أيلول -تشرين أوّل ١٣٣٠ للميلاد).
أمّا عن النعيمي فقد كتب تحت باب "التربة الكوكبائيّة’" ما يلي في "الدارس في ذكر المدارس":
"وهي تربة الستّ ستيتة الخوندة المعظّمة المحجّبة بنت الأمير سيف الدين الكبير الكوكبائي المنصوري زوجة نائب ستّ الشام تنكز الملقّب بسيف الدين شرق الأكزيّة وغربي الطيّبة وقبلي النوريّة الكبرى قال ابن كثير في سنة ثلاثين وسبعمائة: وصاحبة التربة بباب الخوّاصين توفّيت بباب الذهب وصلّي عليها بالجامع ودفنت بالتربة التي أمرت بإنشائها عند باب الخوّاصين وفيها مسجد وإلى جانبها الغربي رباط للنساء ومكتب للأيتام وفيه صدقات وبرّ وصلاة وقرأ كلّ ذلك أمرت به وكانت قد حجّت في العام الماضي رحمها الله تعالى"
إذاً باني التربة تنكز حسب الكتابة التاريخيّة على الباب أمّا في نصّ النعيمي نقلاً عن ابن كثير فالفضل في بنائها يعود لستيتة.
كتب بدران في منادمة الأطلال (صفحة ٣٥٠) "أمام محكمة الباب قبلي المدرسة النوريّة وهي تربة عظيمة.....أمّا الباب والقبّة والرباط إلى جانبها فباقية والباقي انتحله المنتحلون فجعلوه بيوتاً للسكنى أسوةً بباقي المساجد والمدارس". لم يضف طلس (ثمار المقاصد ص ٢٤٨ - ٢٤٩) على بدران الشيء الكثير باستثناء ذكر شعار تنكز على الباب "وهو الكاس ذو الساق".
يمكن الرجوع إلى W & W لمزيد من المعلومات عن الوصف الفنّي.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
عبد القادر بدران. منادمة الأطلال ومسامرة الخيال
أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد
Ernst Herzfeld papers (photo)
Henri Sauvaire. Description de Damas (texte)
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924 (plan).
No comments:
Post a Comment