Friday, October 15, 2021

كتابات دمشق السامريّة

 


تعود الصورتان الملحقتان عن Herzfeld إلى الربع الأوّل من القرن العشرين ويفترض أنّ كليهما لنصّ من العهد القديم نقش بالأبجديّة السامريّة في بيت أو أكثر من دمشق.  


إذا كان هذا حقّاً فهو مثير للاهتمام إلى أبعد الحدود على اعتبار أنّ الوجود السامري في دمشق انتهى قبل أجيال من تاريخ التقاط الصورتين (لنا عودة إلى هذا الموضوع) مع التحفّظ أنّ بقاء بعض مخلّفاته مبعثرة في أبنية هنا وهناك ليس بالأمر المستحيل. لا أعلم إذا كانت هذه النفائس بالذات (لربّما كان بعضها في أوروبّا كما سنرى في المنشور اللاحق) لا تزال موجودة اليوم ولا المكان الذي تحتفظ به ومن نافل القول أنّني لست من خبراء النصوص الكتابيّة القديمة حتّى العربيّة منها بله أن أستطيع تمييز العبريّة عن الآراميّة أو السامريّة. 


تنتمي الأبجديّة السامريّة إلى عائلة اللغات الساميّة (الساميّة مفهوم لغوي بحت سابق للقوميّات ولا يميّز شعباً معيّناً تماماً كالعربيّة) ولمزيد من الدقّة اشتقّت السامريّة من الأبجديّة العبريّة القديمة التي اشتقّت بدورها من الكنعانيّة. يعتقد أنّ هذه الأبجديّة كانت عماد كتاب العهد القديم الأصلي أو على الأقلّ أجزاءً كبيرة من أهمّ مكوّناته. بالمقابل الأبجديّة العبريّة الحاليّة مشتقّة من الآراميّة وحلّت بالتدريج محلّ العبريّة القديمة بعد سقوط الإمبراطوريّة الأخمينيّة في القرن الرابع قبل الميلاد ومع مرور الزمن أزاحتها تماماً لدى اليهود باستثناء سليلتها السامريّة لدى أتباع هذه العقيدة.  


تعرّفت أوروبّا للمرّة الأولى على الأبجديّة السامريّة عندما نشرت مخطوطة التوراة السامريّة عام ١٦٣١ للميلاد على يد أحد علماء اللاهوت الفرنسييّن وقبل ذلك (عام ١٦١٦) ابتاع رحّالة إيطاليّ نسخة من النصّ في دمشق لا تزال مخطوطته محفوظة في إحدى مكتبات باريس.


للحديث بقيّة. 








آثار دمشق السامريّة

No comments:

Post a Comment