Tuesday, October 12, 2021

التربة التكريتيّة بين الأيّوبييّن والمماليك

 


لفظ تقيّ الدين التكريتي أنفاسه الأخيرة في ليلة الخميس الثامن من جمادى الأولى عام ٦٩٨ (الموافق ١٢٩٩ للميلاد) عن عمر يناهز ٨٤ عاماً ودفن في تربته مقابل دار الحديث الأشرفيّة في الصالحيّة. كان التكريتي مملوكاً للمنصور قلاوون وشغل منصب الوزارة تحت خمسة سلاطين.






لا يوجد نقوش كتابّيّة تأسيسيّة في التربة وبالتالي تعيّن اللجوء إلى كتابات المؤرّخين لتحديد هويّة صاحبها (درس Herzfeld هذه المعضلة بالتفصيل في عدد مجلّة الفنون الإسلاميّة الصادر عام ١٩٤٦ وصورتا زخارف التربة الملحقتان عنه من الربع الأوّل للقرن العشرين). 







يعكس البناء الطراز المملوكي في نهاية القرن الثالث عشر عندما كان لا يزال تحت تأثير مهابة ووقار العمائر الأيّوبيّة. يقع المدخل في الجانب القبلي ويؤدّي إلى دهليز مستطيل تسقفه قبوتان متصالبتان voûte d'arêtes. يلج الزائر إلى اليمين من الدهليز إلى غرفة الدفن التي ترتكز طاسة قبّتها على رقبتين حجريّتين للسفلى منهما ثمانية أوجه أو أضلاع والعليا ستّة عشر وجهاً. يؤدّي المدخل على شمال الدهليز إلى حرم الصلاة المقبي بشكل متصالب وكان مكتباً عندما وصف Degeorge البناء عام ١٩٩٧. بنيت واجهة الآبدة القبليّة من الحجر النحيت المشغول بعناية وتخترقها أربع شبابيك منخفضة إثنان منها للتربة والآخران للمصلّى. تتوّج سواكف وعقود عاتقة أيّوبيّة الطراز هذه الشبابيك أمّا الباب فتعلوه ثلاثة صفوف من المقرنصات فوقها قوقعة ويؤطّره شريط من الواضح أنّه كان مخصّصاُ لنقش كتابيّ لم يقدّر له أن يرى النور. 



Degeorge 1997



نأتي الآن إلى زخارف المصلّى الجصيّة. لربّما نفّذت هذه الروائع الكتابيّة التي تتخلّل أحرفها عناصر نباتيّة بعيد نهب وإحراق الصالحيّة على يد المغول بقيادة غازان في مطلع القرن الرابع عشر. تمتدّ هذه الزخارف على ثلاثة جدران وهي فريدة من نوعها - على الأقلّ ممّا لا يزال موجوداً في دمشق اليوم - وهي شبيهة إلى درجة كبيرة بمخلّفات الفنّ الأندلسي الذي ازدهر في قصر الحمراء في غرناطة. يرى Wiegand أنّ هذا النوع من الزخارف يذكّر بالفنون العراقيّة والإيرانيّة ويقرّ بندرته في دمشق ولكنّه يضيف أنّه غائب بالكليّة في العمائر الحلبيّة.





أحمد جمال باشا. سوريه وفلسطين وغربى عربستان آبدات عتيقه سى


التربة التكريتيّة 


التربة التكريتيّة في الصالحيّة 


تربة تابلوتوك










Gérard Degeorge: Damas des Origines aux Mamluks, l'Harmattan 1997 (p. 342-343).

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


No comments:

Post a Comment