Thursday, October 14, 2021

آثار دمشق السامريّة

 


يشمل موقع Smithsonian بضعة من الصور لكتابات ومكوّنات عماريّة وزخرفيّة سامريّة بعدسة Herzfeld تعود للربع الأوّل من القرن العشرين. السؤال الأوّل الذي يخطر على البال ما إذا كانت هذه الكتابات سامريّة على الإطلاق والثاني - إذا كان الردّ على الأوّل بالإيجاب - ما هو تاريخها؟ السؤال الثالث: هل اندثرت هذه الذخائر أم لا تزال موجودةً وإذا كان الأمر كذلك فأين هي اليوم؟ 


فلنبدأ أوّلاً بتعريف سريع بالسامرييّن. 


يقلّ عدد السامرييّن اليوم عن الألف نسمة وجميعهم في إسرائيل. هناك خلاف على أصلهم فمن المؤرّخين من يرجعهم إلى العبرانييّن القدماء ( يعتبر السامريّون أنفسهم أحفاد الأسباط العشرة المفقودة التي سباها الآشوريّون) ومنهم من قال أنّم ظهروا للمرّة الأولى بعد أن قهر ملك آشور صارغون الثاني مملكة إسرائيل حوالي ٧٢١ قبل الميلاد وسبى عشرات الآلاف من أهلها. قام الآشوريّون إثر ذلك بتوطين شعوب وقبائل من بابل وغيرها في السامرة ومع مرور الزمن تحوّل هؤلاء المستوطنون الجدد إلى عبادة ربّ إسرائيل وأطلقت عليهم تسمية السامرييّن.  


يختلف السامريّون عن اليهود عقائديّاً باستناد ديانتهم حصراً على أسفار العهد القديم الخمسة الأولى (تكوين + خروج + لاويين + عدد + تثنية = التوراة) أضف إليها سفر يشوع. هناك خلاف آخر شديد الأهميّة في توجّههم نحو جبل جرزيم (الطور) إلى جوار نابلس كأقدس مقدّساتهم (وليس القدس وهيكل سليمان). 


يقلّ عدد المتكلّمين بالعربيّة اليوم من السامرييّن عن نصف العدد الإجمالي بقليل وجميع هؤلاء يعيشون في جبل الطور المجاور لنابلس. يتكلّم البقيّة العبريّة ويسكنون مدينة جنوب تلّ أبيب. من حاخامات إسرائيل من يعتبر السامرييّن يهوداً ومنهم من لا يعترف بيهوديّتهم إلّا في حال استيفائهم شروطاً معيّنةً. 


سأتعرّض باختصار للكتابة السامريّة في منشور مستقلّ ويفترض أنّ هذه الكتابة تظهر الصورتين الملحقتين من بيت دمشقيّ عن Herzfeld ولكنّي لا أملك من الخبرة ما يسمح لي بتمييزها عن العبريّة أو الآراميّة لا كثيراً ولا قليلاً حتّى لو كانت أكثر دقّةً ووضوحاً. 





No comments:

Post a Comment