الموقع داخل سور دمشق في حيّ اليهود ويعتقد أنّ هذا الجامع الدارس يعود إلى القرن السادس الهجري (الثاني عشر للميلاد). لا يوجد صور للآبدة الأصليّة على حدّ علمي وإن ذكر Wulzinger & Watzinger اللذان تفقّدا بقاياه عام ١٩١٧-١٩١٨ صوراً التقطت أثناء هدمه زوّدهما بها Hanauer استنتجا منها شكله وأبعاده. علاوة على ذلك ترك لنا Herzfeld مخطّطاً له ممّا يسهّل مهمّة الباحثين.
قدّر W & W أبعاده بحوالي ٤٠ x ٣٧ من الأمتار وبالتالي بلغت المساحة ١٤٨٠ متر مربّع أمّا الصحن فكان بطول ٣٧ وعرض ٢٠ متر مربّع أي حوالي نصف المساحة الإجماليّة أو ٧٤٠ متر مربّع. جدّد الجامع في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر للميلاد) حسب هذين المستشرقين.
اتّجاه البناء شرق غرب وتحيط أروقة بالصحن من جهاته الأربعة وتتوسّط بحرة مثمّنة هذا الصحن أمّا عن المئذنة فكانت في ضلع الصحن الشرقي. الحرم قبلي بالطبع ومكوّن من بلاطتين aisles أضف إليهما الرواق المطلّ على الصحن.
كان الجامع "زائلاً" عندما درس العالمان الألمانيّان بقاياه وأتي أسعد طلس بعدهما بربع قرن فوجده "تلّاً من التراب" باستثناء الجدار القبلي وبقايا المحراب. ذكر طلس نقلاً عن جيران الأطلال من أعيان اليهود أنّ المئذنة وجزءأً من الجدار الشمالي والقناطر الشماليّة كانت باقية حتّى الحرب العالميّة الأولى إلى أن هدمه جمال باشا ونقل حجارته ليفرش بها الشارع الذي عرف باسمه (شارع النصر حاليّاً).
أعيد بناء الجامع عام ١٩٨٢-١٩٨٤ بالإسمنت والحجارة البيضاء مع اقتطاع حوالي ستّمائة متر مربّع من مساحته الإجماليّة. غرس الجامع بالأشجار ونقلت مئذنته إلى الغرب وأطلق عليه اسم جامع الإحسان. أرفق صورة لهذا الجامع عن الأستاذ جمال كبريت وموسوعة الآثار في سورية وهو بالطبع لا يمتّ بصلة للآبدة الأصليّة من الناحية المعماريّة.
وصف الجامع الأحمر الأثري في W & W هو الأفضل والأكثر تفصيلاً ومخطّط Herzfeld الوحيد الذي عثرت عليه لهذا الجامع أمّا خليفته جامع الإحسان الحديث فهناك معلومات وافية عنه في الموسوعة المذكورة.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير (ص ١٨٠).
أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد (ص ١٩٢).
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق (ص ٣٠٧-٣٠٨).
جمال كبريت. موسوعة الآثار في سورية
No comments:
Post a Comment