الموقع شمال شرق دمشق والبلدة غارقة في القدم شأنها في ذلك شأن عدد لا يحصى من المدن والقرى السوريّة.
دعي المرج حوله مرج عدرا أو مرج راهط وفيه جرت المعركة الشهيرة بين الضحّاك بن قيس من جهة واليمانيّة بقيادة مروان بن الحكم من جهة ثانية عام ٦٨٤ للميلاد والتي انتهت بانتصار مؤسّس السلالة الأمويّة المروانيّة.
عدرا أقدم بكثير من العهد الإسلامي ويعتقد أنّها سليلة خادرة H̱ādara المذكورة في الحوليّات الآشوريّة في سياق حملة الإمبراطور تغلات فلاصر الثالث Tiglath-Pileser III ضدّ آرام دمشق وأنّها مسقط رأس رصين (Rezin أو Reṣīn: هناك خلاف على تهجئة ولفظ اسمه ولكن للتبسيط سأعتمده كما ورد في كتاب العهد القديم) آخر ملوك دمشق الآرامييّن.
استناداً إلى الإصحاح السادس عشر من سفر الملوك الثاني تحالفت دمشق وملكها رصين مع فقح Pekah ملك إسرائيل ضدّ مملكة يهوذا فاستنجد ملكها آحاز بالإمبراطور الآشوري وأرسل له هدايا من "الفضّة والذهب الموجودة في بيت الربّ وفي خزائن بيت الملك" قائلاً عن طريق رسله " أنا عبدك وابنك إصعد وخلّصني من يد ملك آرام ومن يد ملك إسرائيل القائمين عليّ".
لم يكن تغلات فلاصر بحاجة إلى الكثير من الإقناع وهكذا جرّد حملة بدأت عام ٧٣٤ قبل الميلاد وتوّجت بقتل رصين (العهد القديم) وسقوط عدرا (خادرة) ومن ثمّ دمشق عام ٧٣٢ كما روت الحوليّات الآشوريّة مع البهارات والأفاويه المعتادة من عدد المدن التي استسلمت وحجم الدمار الذي ألحقه الفاتحون بالأقاليم التي وقعت تحت سيطرتهم وهلمّجرّا.
يعود الرسم الملحق عن Herzfeld إلى العام ١٩٠٣ حسب موقع Smithsonian ويمثّل قبّة العصافير في مرج عدرا التي تعرّضت لها في مكان آخر.
René Dussaud. Topographie historique de la Syrie antique et médiévale
No comments:
Post a Comment