Sunday, October 17, 2021

دار القرآن الرشائيّة والمدرسة الإخنائيّة

 


دار القرآن الرشائيّة غارقة في القدم تعود إلى حوالي العام ٤٠٠ للهجرة (١٠٠٩- ١٠١٠ للميلاد أي في عهد الأتابك طغتكين) وتنسب إلى رشأ بن نظيف بن ما شاء الله أبو الحسن الدمشقي حسب النعيمي الذي حدّد موقعها في درب الخزاعيّة (الكلّاسة) شمالي الخانقاه السميساطيّة بباب الناطفانييّن. زعم Sauvaire في ترجمته للعلموي أنّ تسمية الناطفانييّن أتت من "نطيف" أبو رشأ ولا أعلم إذا كان الصواب "ط" أو "ظ". 


في كلّ الأحوال كانت الدار دارسة عندما كتب العلموي موضحاً أنّها دمجت في المباني المجاورة وأنّ هناك ما يشير إلى أنّ المدرسة الإخنائيّة الشافعيّة بنيت على موقعها في مطلع القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي). تنسب الإخنائيّة إلى القاضي شمس الدين محمّد بن فخر الدين عثمان الإخنائي (نسبة إلى إخنا قرب الإسكندريّة في مصر) الذي دفن فيها في رجب عام ٨١٦ (نيسان ١٤١٣) قبل إنجازها بأربع سنوات. المدرسة اليوم مسجد تابع لمدرسة الجمعيّة الغرّا. 





إذاً تفصل أربعة قرون ونيّف بين الرشائيّة والإخنائيّة وبالطبع لا نملك عن الأولى أي تفاصيل معماريّة أمّا فيما يخصّ الثانية فقد ترك لنا Herzfeld قبل مائة عام مخطّطاّ لها وخريطة ترينا موضعها شمال الأموي وشرق المدرسة الجقمقيّة. هناك وصف جيّد لها في موسوعة الآثار في سورية بفضل الأستاذ زكريّا كبريت فيه مخطّط وعدد من الصور الحديثة الملوّنة يمكن الرجوع إليها لمزيد من التفاصيل.  


تقع التربة في الزاوية الشماليّة الغربيّة من البناء والمدخل الرئيس المؤدّي إلى صحن المسجد (عبر دركاه أو دهليز) إلى الشرق منها. البوّابة كناية عن تجويف في جدار الواجهة الشماليّة القبلي ويأخذ عقد المدخل شكل المخدّات المتلاصقة.  







للتربة قبّة نصف كرويّة ملساء ترتكز على رقبة وحيدة تستند على مثلّثات كرويّة pendentifs في زوايا حجرة الدفن الأربعة وفيها ضريح واقف المدرسة. يتوسّط حرم الصلاة الجانب القبلي المطلّ على الخانقاه السميساطيّة.   


كسوة البناء الداخليّة حديثة لا تمتّ للوضع الأصلي بصلة. 


هناك ثلاثة شبابيك على الواجهة الغربيّة ويحمل أحد مداميك الشبّاك المتوسّط الحجريّة الكتابة التأسيسيّة التالية:


"أنشأ هذه الدار المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى محمّد الإخنائي السعدي الشافعي خادم الشريعة المطهّرة بدمشق المحروسة غفر الله له ولوالديه وسامحه وجعلها داراً بحمد الله تعالى للمتعلّمين للقرآن والمتفقّهين والمتحدّثين بحديث النبي الأمين جعلها الله خالصة لوجهه الكريم وذلك في سنة عشرين وثمانمائة (١٤١٧ للميلاد)"








أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


زكريّا كبريت. موسوعة الآثار في سورية





Ernst Herzfeld Papers


Dār al-Qurʾān ar-Rašāʾīyā

No comments:

Post a Comment