Friday, April 9, 2021

المدرستان الفرّوخشاهيّة والأمجديّة عبر القرن العشرين‎

 

وصف الشيخ عبد القادر بدران التربة الفرّوخشاهيّة عام ١٩١٢ وكتب (صفحة ١٩١ من منادمة الأطلال) أنّ القبّة سقط أعلاها وبنى بها "أصحاب البستان الذي كان مدرسة اسطبلاً صغيراً وحجرة وجعلوا فوقهما غرفتين...وأمّا المدرسة فهي الآن بستان ولم يبق من آثارها سوى أساس جدارها الذي كان محيطاً بها وقد جعل أساساً لدكّ البستان".


استطلع خبير الآثار الألماني Ernst Herzfeld الموقع عام ١٩١٤ و ذكر المستشرقان الألمانيّان Wulzinger & Watzinger عام ١٩٢٤ "تربة متهدّمة في منطقة الشرف الأعلى" عايناها عام ١٩١٧مضيفين أنّ البناء مكوّن من فبّتين متجاورتين الكبيرة شماليّة (الفرّوخشاهيّة) ومنهارة والصغيرة (الأمجديّة أو البهراميّة) جنوبيّة. أدّى شارع خلف محطّة الترام (أعتقد أنّ موقع هذه المحطّة كان مقابل سينما الكندي حاليّاً) إلى التربة المذكورة. 


بالتدقيق في صور العالم Jean Sauvaget في الجزء الأولّ لدراسته عن أوابد دمشق الأيّوبيّة (عام ١٩٣٨) نلاحظ أنّ وضع البناء (بالأحرى البنائين) لم يختلف كثيراً خلال عشرين عاماً: لا يزال القسم العلوي من الفرّوخشاهيّة (الرقبة العليا والطاسة) غائباً بينما حافظت الأمجديّة على قبّتها مع جميع مكوّناتها. ارتأى Sauvaget (خلافاً لبدران) أنّ المدرسة اقتصرت على بناء التربة ونعلم من المصادر التاريخيّة (العلموي والنعيمي) أنّها كانت مدرسة للفقه الحنفي وبالتالي على الأغلب استعملت قاعة الدفن لإلقاء الدروس (حسب وجهة نظر العالم الفرنسي). هناك التباس في قراءة نصّ Sauvaget إذ إنّه يذكر أنّ البناء "شّوه إلى درجة كبيرة خلال تحويله إلى مسجد بمبادرة خاصّة عام ١٩٢٦-١٩٢٧". هل يعني هذا أنّ الصورة التي تظهر فيها القبّة الآيلة للانهيار سابقة لهذا التاريخ وأنّ ١٩٣٨ يمثّل السنة التي نشرت بها وليس سنة التقاطها؟ 





تعرض الدكتور صلاح الدين المنجّد باختصار للفرّوخشاهيّة عام ١٩٤٨ "لم يبق اليوم غير التربة وقد درس القبر وجعلت التربة مسجداً". يتضّح من صورة الأستاذ خالد معاذ (١٩٥١) أنّ قبّة الفرّوحشاهيّة رمّمت وأضيف لها مئذنة بين هذا التاريخ وبين صورة Sauvaget الملتقطة بين ١٩٢٦-١٩٣٨ كما رأينا وبالطبع لا مفرّ من الترميم كي تستعمل مسجداً كما أفاد المنجّد ومن قبله المستشرق الفرنسي.   


جدّدت الآبدتان عام ١٤٠٧ (الموافق ١٩٨٦-١٩٨٧ للميلاد) وألحقت صورة من ١٩٨٩ عن العلبي للمقارنة. 










أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


عبد القادر بدران. منادمة الأطلال ومسامرة الخيال


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق تعريب قاسم طوير وتعليق عبد القادر ريحاوي 


صلاح الدين المنجّد. خطط دمشق


أحمد الدالي. موسوعة الآثار في سورية


المدرستان الفرّوخشاهيّة والأمجديّة


المدرستان الفرّوخشاهيّة والأمجديّة: مخطّط الأبنية







Gérard DegeorgeDamas: Des Origines aux Mamluks. L'Harmattan (1997).


Ernst Herzfeld.  Damascus, Studies in Architecture III. Ars Islamica 1946. 


Abd al-Razzaq Moaz. Les madrasas de Damas et d’al-Ṣaliḥiya depuis la fin du V/XIe siècle jusqu’au milieu du V/XIIIe siècle. Université de Provence 1990. 


Jean Sauvaget. Les monuments ayyoubides de Damas


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


Madrasas de Farrūẖšāh et de Bahrāmšāh: aperçu historique


Le tombeau de Farroukh-Châh et de Bahrâm-Châh: plans

No comments:

Post a Comment