أعتقد أنّ الصورة الملحقة التقطت في مرتفعات الجولان في آذار ١٩٦٤. ذكرياتي عن هذا التاريخ ضبابيّة كما هو متوقّع من يافع يقارب عمره خمسة سنوات ولا تتجاوز اليوم حمّامات المياه المعدنيّة أوّلاً وعندما "هوّرت" سيّارتنا ثانياً وخصوصاً.
كانت هذه الزيارة بالنسبة لي الأولى والأخيرة لهضبة الجولان وأعتمد في الأسطر التالية على رواية والدي طيّب الله ذكراه.
"في يوم الجمعة السادس من آذار عام ١٩٦٤ غادرنا دمشق صباحاً إلى الحمّة وكنت أقود في مؤخّرة الرتل وبعد اجتيازي العال خرجت سيّارتي عن الطريق وتدهورت على المنحدرات الموصلة للحمّة. نجونا بمعجزة حقيقيّة إثر اصطدام مقدّم السيّارة بصخرة واقتصرت أضرار السيّارة على انفجار أحد إطاراتها الأماميّة. طلب ابن عمّي - كان لا يزال ضابطاً عاملاً في الجيش - المساعدة من أحد المسؤولين وأرسلوا لنا مجنزرة صغيرة ربطت سيّارتي بكابل وجرّتها وأعادتها إلى الطريق".
كنت أحد ركّاب السيّارة ولمت نفسي لعدّة سنوات بعدها اعتقاداً منّي أنّ ثرثرتي ألهت أبي عن الانتباه للطريق.
لا أستطيع الجزم أنّ الصورة أعلاه تعود إلى هذا اليوم بالذات وكلّ ما أستطيع تأكيده أنّها بعد أيّار ١٩٦٣ عندما اشترى أبي السيّارة (Opel) وقبل أن يببيعها في آذار ١٩٦٥ عندما احتاج إلى المال. تاريخ الحادثة صحيح ١٠٠٪ ومن المعقول جداً أنّ الصورة في الجولان إذا أخذنا الطبيعة الجبليّة بعين الاعتبار.
الصورة الثانية من صورة نشرها الدكتور التميمي في كتيّب طبع في حيفا للمرّة الأولى عام ١٩٤٧ وأعيدت طباعته في سوريّا عام ١٩٥٦ مع جزيل الشكر للصديق الأستاذ طارق الفاعوري.
No comments:
Post a Comment