يمكن النظر إلى الرسمين الملحقين المطلييّن على الكسوة الجصيّة لاثنتين من الحنايا الركنيّة للمدرسة الفرّوخشاهيّة كمثالين عن الزخارف الأيّوبيّة.
اعتبر المستشرق الفرنسي Jean Sauvaget هذه الزخارف النباتيّة والزهريّة بشكل ميداليّة مشتقّةً من الكرمة كأحد عناصر الفنّ البيزنطي. الأسطر الآتية تعريب مع التصرّف والاختزال عمّا كتبه في صدد تطوّر فنّ الزخرفة في بلاد الشام اعتباراً من القرن الثاني عشر للميلاد:
استعملت مواد البناء الخفيفة من الطوب والآجرّ والخشب في دمشق خلال القرن الثاني عشر ولجأ البنّاؤون إلى كسوة هذه العناصر بالجصّ لإخفاء تنافرها. أدّى التأثّر بالعمارة الحلبية لاحقاً إلى حلول الحجر بالتدريج محلّ الآجرّ باستثناء القباب وزادت أبعاد الحجارة المستعملة.
للزخرفة مكان بالغ الأهميّة في دمشق كنتيجة لا مفرّ منها لطرائق ومواد البناء المستعملة. يعود هذا إلى أنّ الكسوة الجصيّة ليست أفضل من العناصر التي نخفيها من الناحية الجماليّة وبناءً عليه تركّز الفنّ على الزخارف الجصيّة المرسومة منها (كما في الشكلين الملحقين) والمحفورة أو المنحوتة (وهي الأكثر انتشاراً). أخذ الحرفيّون نماذج هذه الزخارف عن العراق ليشغلوا بها مثلّثات الزوايا وتجويفات المحاريب وأضلاع القبوات وهلمّجرّا.
بنفس الطريقة خضع خشب السواكف والأبواب والمنابر والأضرحة إلى إزميل الحرفي الذي تفنّن بمهارة غير مألوفة منذ نهاية العهد الفاطمي في تصوير الأوراق النباتيّة المتشابكة المقتبسة من النماذج القبطيّة والبيزنطيّة وفي الزخارف الغائرة المنقولة عن السوابق العراقيّة الموروثة من الفنّ العبّاسي. أخيراً استكملت الزخارف الداخليّة للآبدة بالشبابيك التي شغل الزجاج الملوّن فيها تخريمات الجصّ.
المدرستان الفرّوخشاهيّة والأمجديّة
المدرستان الفرّوخشاهيّة والأمجديّة: مخطّط الأبنية
المدرستان الفرّوخشاهيّة والأمجديّة عبر القرن العشرين
Jean Sauvaget. L'architecture musulmane en Syrie. Revue des arts asiatiques 1934
Jean Sauvaget. Les monuments ayyoubides de Damas
Madrasas de Farrūẖšāh et de Bahrāmšāh: aperçu historique
Le tombeau de Farroukh-Châh et de Bahrâm-Châh: plans
Madrasa de Farrūẖšāh: construction
Madrasa de Farrūẖšāh: évolution du décor ayyoubide
No comments:
Post a Comment