أسّست هذه المدرسة بين الأعوام ٥٨٢-٥٨٥ للهجرة (١١٨٦-١١٩٠ للميلاد) عندما كانت أكبر مدارس الشافعيّة وأهمّها (كما كانت النوريّة للحنفيّة والعمريّة للحنابلة) على الأقلّ حتّى بناء المدرسة العادليّة الكبرى بعد أكثر من خمسة وثلاثين عاماً.
النسبة لعصمة الدين خاتون ستّ الشام ابنة نجم الدين أيّوب وأخت صلاح الدين وللمدرسة تاريخ طويل تخلّلته الكوارث كما لدى احتراقها في صيف ١٣٩١ خلال صراع على السلطة في المرحلة الانتقاليّة من المماليك البحريّة إلى المماليك البرجيّة. أعيد بناء المدرسة بعد هذه الفتنة ورمّمت في اربعينات القرن العشرين ثمّ في ثمانيناته (الصورة الثانية عن العلبي).
التقطت الصورة الأولى أعلاه لمحراب المدرسة بين الأعوام ١٩٠٨-١٩١٤ وهي عن عالم الآثار الألماني Ernst Herzfeld (١٨٧٩-١٩٤٨) الذي ترك لنا أرشيفاً ضخماً من الصور والمخطّطات لمعالم إيران والشرق الأدنى في مطلع القرن العشرين جمعها خلال ترحاله وأبحاثه لنا عودة إلى بعضها. شغل Herzfeld منصب أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برلين اعتباراً من عام ١٩٢٠ وهو الكرسي الأوّل من نوعه المكرّس لهذه الدراسات في العالم. أمضى معظم أوقاته في طهران اعتباراً من ١٩٢٥ إلى ١٩٣٤ ثمّ غادرها إلى لندن. اضطّر في العام التالي إلى التخلّي عن مركزه في ألمانيا نظراً لأصوله اليهوديّة وأصبح أستاذاً في جامعة Princeton الأمريكيّة بين ١٩٣٦-١٩٤٤. وافته المنيّة في سويسرا.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
No comments:
Post a Comment