Monday, March 8, 2021

تربة المدرسة الشاميّة البرّانيّة

 


التقطت الصورة الملحقة بين الأعوام ١٩٠٨ و ١٩١٤ أمّا عن مصدرها فهو أرشبف المستشرق الألماني Ernst Herzfeld. الأسطر التالية تعريب بتصرّف عن الفنّان والمؤرّخ وخبير العمارة الفرنسي Degeorge (المرجع أدناه). 

أمرت عصمة الدين خاتون المدعوّة ستّ الشام (أخت صلاح الدين والأخت غير الشقيقة لربيعة خاتون) ببناء هذه المدرسة وكان هذا على ما يبدوا قبل ١١٨٦ للميلاد. لم يبق من الآبدة الأصليّة إلّا التربة والحوض الموجود في الصحن أمّا الباقي وخصوصاً الرواق بمداميكه الأبلقيّة أمام المدخل فيعود إلى ترميم أجري في القرن الخامس عشر.


 التربة فريدة في الطريقة التي بنيت بها بالمقارنة مع مثيلاتها من أبنية ذلك العصر. غرفة الدفن كناية عن مربّع واسع يبلغ طول ضلعه قرابة العشرة أمتار وعلى كلّ من جدرانه تجويف أمّا عن سقفه فتمّ بوساطة قبوة طوليّة رائعة تستند على أربع ركائز ضخمة في زوايا التربة لا يتجاوز ارتفاعها عن الأرض ١٢٠ عشير المتر. تحتوي غرفة الدفن على أحد أجمل وأكمل نماذج الجصّ المنحوت في دمشق نرى فيها قولبة قليلة البروز طليت بالأزرق لإبراز خطوط بنيتها الرئيسة وخصوصاً السطوح المتقاطعة المنحنية. يلفت انتباهنا خصوصاً الشريط المتشابك على الجدار الشمالي والزهيرات الزخرفيّة على الجدارين الشرقي والغربي أمّا عن بقايا الهيكل الحامل للنوافذ الزجاجيّة الأصليّة فنراها فوق المحراب وعلى الجدارين الشرقي والغربي. 


تشغل ثلاث قبور سناميّة مركز الغرفة وتحمل الأضرحة نقوشاً كتابيّةً جميلة تسمح لنا بتحديد هويّتها وهي الآتية:


الضريح الجنوبي لتوران شاه (وفيّات حزيران ١١٨٠) وهو الأخ الأكبر لصلاح الدين. 

يشغل الضريح المركزي الأمير ناصر الدين بن شيركوه (وفيّات ١١٨٦) ابن عمّ صلاح الدين والزوج الثاني لستّ الشام.  

الضريح الشمالي للأمير حسام الدين محمّد (وفيّات ١١٩١) وهو ابن لستّ الشام من زواجها الأوّل.

ماتت ستّ الشام في ٢٣ كانون الثاني عام ١٢٢٠ ودفنت إلى جوار ابنها.   





ستّ الشام


المدرسة الشاميّة البرّانيّة 


المدرسة الشاميّة البرّانيّة: مخطّط البناء




Ernst Herzfeld


Ernst HerzfeldShamiyya al-Kubra Madrasa, Tomb Chamber


Gérard DegeorgeDamas: Des Origines aux Mamluks. L'Harmattan (1997).


No comments:

Post a Comment