تعود الصورتان الملحقتان عن العلبي إلى أيّار عام ١٩٨٩. النصّ الآتي مأخوذ بتصرّف عن كتاب العمارة العربيّة الإسلاميّة للدكتور عبد القادر ريحاوي أمّا المخطّط والتعليق عليه فعن المستشرق الفرنسي Jean Sauvaget.
للمدرسة باحة سماويّة مربّعة (١٨ x ١٧ متر على وجه التقريب) مبلّطة بالحجر ويتخلّل البلاط لوحات من الزخارف الهندسيّة ذهب أكثرها وفي وسط الباحة بركة ماء مربّعة طول ضلعها ٨،٥ متر في زواياها حنايا نصف دائريّة كما هو الحال في أكثر البرك الأيّوبيّة (*).
تخلوا الواجهات الحجريّة المطلّة على الباحة من الزخارف. يتواجد الإيوان الكبير في الشمال وتهدّم القسم الأعظم من عقده الحجري. تبلغ سعة الإيوان (**) ٢١ متراً وارتفاعه ٢٧ متراً وعلى جانبيه بابان ينتهيان بقوس مدبّب ويعلوا كلاً منهما نافذة مستطيلة. يؤدّي البابان المذكوران إلى ملحقات المدرسة وغرفها.
يقع المصلّى في الجنوب مقابل الإيوان الكبير ويأخذ شكل قاعة مستطيلة كانت مسقوفة بثلاثة أقباء متقاطعة ما تزال آثارها باقية في جدران القاعة. يحتوي المصلّى على محراب مزيّن بمقرنصات تنتهي في الأعلى بصدفة أمّا عن واجهة المصلّى فهي مؤلّفة من باب عال في الوسط وعلى كلّ من جانبيه شبّاكان وكلّها تنتهي في أعلاها بقوس مدبّب وفوق كل شبّاك نافذة مستطيلة.
يتوسّط إيوان صغير الجهة الشرقيّة المطلّة على الصحن ويفتح هذا الإيوان على دهليز الباب الرئيس للمدرسة.
حافظت الواجهتان الشرقيّة والقبليّة (مثلهما في ذلك مثل البوّابة والدهليز وهيئة الصحن وهيكل التربة وأجزاء من الإيوان الشمالي الكبير) على وضعهما الأصلي أمّا الجهة الغربيّة فقد جدّدت بالكامل في القرن العشرين ولا ريب أنّها كانت تحتوي على مجموعة من الغرف (المخطّط الملحق).
نأتي الآن إلى Sauvaget الذي لاحظ أنّ مخطّط البناء واضح المعالم ويهدف إلى توزيع العناصر المختلفة للآبدة بأسلوب منطقيّ من جهة وبطريقة تشكّل هذه العناصر من خلالها مجموعة منسجمة من الواجهات التي درست نسبها وتمحورها بعناية في علاقتها مع الصحن من جهة ثانية. نلاحظ في هذا الخصوص أنّ الولوج إلى الصحن يتمّ عن طريق الوجه الوحيد الغير متناظر بين أضلاعه الأربعة وبهذه الطريقة لا يدرك الداخل اختلال التناظر للوهلة الأولى.
(*) البركة الحاليّة حديثة تعود لترميم أجري في القرن العشرين وتأخذ مياهها من نهر بانياس.
(**) أعتقد أنّ ريحاوي يقصد عرض الإيوان.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
عبد القادر ريحاوي. العمارة العربيّة الإسلاميّة الطبعة الثانية ١٩٩٩
متحف دمشق الوطني ١٩١٩-١٩٣٦
تاريخ المدرسة العادليّة الكبرى
المدرسة العادليّة الكبرى: مخطّط البناء
المدرسة العادليّة الكبرى في مطلع القرن العشرين
No comments:
Post a Comment