تعرّضنا لقبّة تربة الظاهر بيبرس من الخارج وبقي علينا أن نتعرّف على داخلها.
تعود الصورة أعلاه عن Herzfeld إلى الفترة بين ١٩٠٨-١٩١٤ على وجه التقريب. الوصف عن Sauvaget و Degeorge.
تحيط زخارف هندسيّة جميلة من المضلّعات النجميّة المنقوشة بباب التربة ويغطّي الرخام المطعّم المتعدّد الألوان جدران القاعة ويحيط بهذا الرخام شريط نحتت فيه الكروم وقرون الوفرة (cornucopia أو cornes d'abondance). نرى إفريزاً عريضاً في الأعلى من الفسيفساء الزجاجيّة التي تمثّل مباني وأشجار على خلفيّة مذهّبة لربّما كانت تصوّراً للجنّة. يتكرّر هذا الأسلوب في عقود الشبابيك وقوصراتها tympans المزخرفة بأوراق النباتات على خلفيّة مذّهبة.
صنعة هذه الفسيفساء (حسب Degeorge) أقلّ إتقاناً من نظيرتها في الجامع الأموي ولكنّها تبقى دليلاً على استمراريّة تقنيّة الفسيفساء البيزنطيّة في دمشق القرن الثالث عشر للميلاد. طرح نفس المؤلّف في مكان آخر احتمال أن يكون من نفّذها حرفيّون أو فنّانون مسيحيّون طردهم السلاجقة من آسيا الصغرى (*).
يتوسّط ضريح بيبرس من الخشب المنحوت القاعة (Sauvaget) وكما رأينا كان مختبأً تحت خزانة كبيرة للكتب (لنا عودة إليها) في مطلع القرن العشرين.
للمحراب حديث مستقلّ.
(*) الإشارة على الأغلب إلى معركة ملاذكرد Manzikert عندما هزم السلطان السلجوقي ألب أرسلان البيزنطييّن وأسر إمبراطورهم Romanos IV Diogenes عام ١٠٧١ للميلاد أي قبل بناء المدرسة الظاهريّة بقرنين من الزمن. أدّى الفتح السلجوقي إلى تغيّرات ديموغرافيّة شاملة في آسيا الصغرى على المدى الطويل ولكن احتمال أن تكون قد تحوّلت بغتتة من مسيحيّة إلى مسلمة ضعيف. بالنتيجة أي إنسان ولد في بلد ما وولد فيها أهله وأجداده يكتسب هويّتها بغضّ النظر عن أصله وعلّ الأقرب إلى الصواب القول أنّ حرفييّ الفسيفساء المذكورين دمشقيّون.
من الملك العادل إلى السلطان الظاهر
المدرسة الظاهريّة الجوّانيّة. نبذة تاريخيّة
المدرسة الظاهريّة. تفاصيل من بوّابة المدخل
Gérard Degeorge. Damas: Des Origines aux Mamluks. L'Harmattan (1997).
Gérard Degeorge. Syrie: Art, histoire, architecture. Hermann 1983.
Jean Sauvaget. Les monuments historques de Damas. Imprimerie Catholique 1932
No comments:
Post a Comment