Saturday, March 20, 2021

المدرسة الظاهريّة الجوّانيّة: نبذة تاريخيّة


وتدعى أيضاً المدرسة الظاهريّة الكبرى أمّا عن النسبة فهي للسلطان الظاهر بيبرس المؤسّس الفعلي لإمبراطوريّة المماليك البحريّة. 

احتلّ موقعها قديماً دار الأمير أحمد بن الحسين العقيقي (وفيّات ٣٧٨: الموافق ٩٨٨-٩٨٩ للميلاد) وجاورها شمالاً حمّام العقيقي (حمّام الملك الظاهر حاليّاً). ابتاع نجم الدين أيّوب (أبو صلاح الدين) الدار في العهد النوري وقطن فيها مع أولاده واشتراها بعد أكثر من قرن من الزمن (٦٧٦ = ١٢٧٧-١٢٧٨ م) الملك السعيد ناصر الدين محمّد بركة خان (ابن بيبرس) بمبلغ ٤٨٠٠٠ درهم (العلبي) أو  ٦٠٠٠٠ درهم (Sauvaget) وأمر أن تجعل مدرسة للشافعيّة (بالنتيجة أصبحت مشتركة بين الحنفيّة والشافعيّة) وجعل فيها تربة مقبّبة نقل إليها رفات أبيه من القلعة ودفن الملك السعيد إلى جوراه لاحقاً. 


أنجز بناء المدرسة خلال بضعة أشهر ويرى Sauvaget أنّ الإيوان والحمّام لصيقه إلى الشمال من بقايا الدار الأصليّة "دون أي شكّ" وأنّ إنجاز السعيد اقتصر على بناء البوّابة والتربة المقبّبة. 





أمر الوالي مدحت باشا عام ١٢٩٥ (١٨٧٨ للميلاد) بتجميع الكتب والمخطوطات التاريخيّة فيها وأشرف على هذه المهمّة الشيخ طاهر الجزائري وأطلق بالتالي على المدرسة اسم المكتبة الظاهريّة إلى أن نقلت محتوياتها من الوثائق التي لا تقدّر بثمن إلى مكتبة الأسد الوطنيّة الحديثة في أواخر القرن العشرين. 


زارها الألمانيّان Wulzinger & Watzinger حوالي عام ١٩١٧ ووصفا في الصفحة ١١٧ من تعريب قاسم طوير "تراكم الكتب فيها وازدحام الرفوف في جنباتها كما أنّ الخزانة التي تحجب الضريح في الوسط لا تتتيح لأيّ منّا الخروج بانطباع شامل عن هذا المكان المهيب ويواسينا أنّ المكتبات والجوامع وسبل المياه لا تزال في مقدّمة الأماكن التي تنعم بحماية الأهالي في بلاد الشرق". 


للحديث بقيّة. 









أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق تعريب قاسم طوير وتعليق عبد القادر ريحاوي 


المكتبة الظاهريّة 


المدرسة الظاهريّة 


من الملك العادل إلى السلطان الظاهر









Color photo: Afif Bahnassi. Damascus. Librairie Universelle 1982


Jean Sauvaget. Les monuments historques de Damas. Imprimerie Catholique 1932


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment