Wednesday, March 10, 2021

تاريخ المدرسة العادليّة الكبرى

 


الموقع شمال غرب الجامع الأموي مقابل المدرسة الظاهريّة والنسبة للأيّوبي الملك العادل أبي بكر ولكن الأولويّة تعود للملك العادل نور الدين زنكي الذي باشر ببنائها عام ٥٦٨ للهجرة (١١٧٢-١١٧٣ للميلاد) لتوافه المنيّة في العام التالي ويتوقّف العمل قبل استئنافه على يد العادل الأيّوبي الذي مات أيضاً قبل اكتمال المدرسة لينجزها ابنه المعظّم عيسى عام ٦١٩ (١٢٢٣ للميلاد) أي بعد خمسين عاماً من وضع حجر أساسها. 

لا يوجد في المدرسة أي نقش كتابي تاريخي يحدّد هويّتها لا على ساكف الباب ولا في التربة فما هو الدليل والحال كذلك على كونها العادليّة؟


طرح المستشرق الفرنسي Jean Sauvaget هذا السؤال عام ١٩٤٠ (رابط المرجع أدناه) والجواب في رأيه المصادر التاريخيّة أوّلاً والقرائن المعماريّة ثانياً. يقول المؤرّخون أنّ العادليّة تقع مقابل الظاهريّة تماماً وهذا يطابق الوضع الحالي ويقدّم دليلاً طبوغرافيّاً يمكن الاعتماد عليه. الدليل الآخر معماري ويتعلّق بالتشابه الصارخ بين العادليّة والنوريّة في توزيع البناء (لنا عودة إليه) ومواده وطريقة استعمالها وأبعاد حجارتها. 


كانت هذه المدرسة في وقتها أهمّ مدارس الشافعيّة (إلى جانب الشاميّة البرّانيّة) وأقام فيها العديد من العلماء من أهل دمشق وزوّارها منهم أبو شامة (١٢٠٣-١٢٦٧) صاحب كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين النوريّة والصلاحيّة" وابن خلّكان (١٢١١-١٢٨٢) مؤلّف "وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" وابن مالك (١٢٠٤-١٢٧٤) كاتب الألفيّة وابن خلدون (١٣٣٢-١٤٠٦).


لحقها الدمار في فتنة غازان وبعده بقرن من الزمن في فتنة تيمورلنك وآلت للتداعي في أواخر العهد العثماني بشهادة الألمانييّن Wulzinger & Watzinger (عام ١٩١٧) عندما كانت معظم حجراتها مؤجّرة كبيوت للسكن. 


اتّخذت المدرسة مقرّاً للمجمع العلمي العربي (الأكاديميّة العربيّة) وداراً للآثار (متحفاً) اعتباراً من العهد الفيصلي إلى أن افتتح المتحف الوطني الحالي غرب التكيّة السليمانيّة عام ١٩٣٦.





يفترض أنّ الصورة العليا عن Ernst Herzfeld التقطت بين الأعوام ١٩٠٨-١٩١٤ ويظهر فيها المدخل المهيب الواقع في الجدار الشرقي للمدرسة. الصورة الثانية عن العلبي


للحديث بقيّة. 






أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


المدرسة العادليّة الكبرى


مدخل المدرسة العادليّة الكبرى


معالم دمشق الأيّوبيّة


مجمع اللغة العربيّة


متحف دمشق الوطني ١٩١٩-١٩٣٦





Jean Sauvaget. Les monuments ayyoubides de Damas


Ernst HerzfeldAdiliyya Madrasa: Exterior View of Facade with Entrance Portal

No comments:

Post a Comment