تحتوي هذه المدرسة المشهورة في الصالحيّة على أربع أضرحة لا تحمل أسماءً وإن أمكن تحديد هويّة أصحابها عن طريق النقوش الكتابيّة على ساكف نوافذ القبّة الغربيّة من جهة وباستعمال المصادر التاريخيّة (Sauvaire عن عبد الباسط العلموي) كما فعل العالم الفرنسي Jean Sauvaget من جهة ثانية. المعلومات أدناه مقتبسة عن Sauvaget (ألحقت النصّ الفرنسي مع قليل من الاختزال في منشور مستقلّ) و المستشرق الألماني (نصّ الكتابات التاريخيّة خصوصاً) Ernst Herzfeld (الروابط أدناه).
يتمحور البناء من الغرب إلى الشرق كما يلي: المصلّى ثمّ التربة الغربيّة المقبّبة وأخيراً التربة الشرقيّة المقبّبة. كانت القبّتنان المحزّزتان متهدّمتين عندما وصف Sauvaget البناء (الصورة الثانية) وأيضاً في عهد طلس. رمّمت القبّتان حديثاً وأطلق على مصلّى المدرسة اسم مسجد الشركسيّة.
نأتي الآن إلى نصّ النقش الكتابي الأول (أربعة أسطر ١١٥ في ٣٣ عشير المتر):
بسملة.. هذه التربة المباركة للأمير الاسفهسلار الكبير
الغازي المجاهد فخر الدين حافظ ثغور المسلمين قاتل الكفرة
والمشركين اياز جهاركس العادلي الناصري توفّى في عقيب عود الغزاة
في العشرين من رجب سنة ثمان وستّمائة (*) رحم الله عليه وعلى جميع أموات المسلمين آمين
(*) الموافق ٢٨ كانون أوّل عام ١٢١١ للميلاد.
النصّ الثاني (خمسة أسطر ٥٢ في ٣٥ عشير المتر):
بسملة..توفّى الأمير الغازي
المجاهد المرابط المثاغر فخر الدين محمّد
ولد الأمير الأجلّ فخر الدين جهاركس
يوم السبت خامس عشر جمادى
الآخر سنة خمس عشر وستّمائة (*) بشام المحروس
(*) الموافق الثامن من أيلول عام ١٢١٨ للميلاد.
لدينا قبران تحت القبّة الغربيّة وآخران تحت الشرقيّة ونستطيع بفضل النقوش الكتابيّة تحديد هويّة إثنين من الأضرحة الأربعة. ماذا عن البقيّة؟
يتعيّن علينا هنا الاعتماد - كما فعل Sauvaget - على كتابات المؤرّخين التي تفيدنا أنّ من أنشأ المدرسة أحد مماليك الأمير جهاركس وأتابك ابنه المدعو صارم الدين خطلبا (وفيّات ١٢٣٧ للميلاد) الذي دفن في المدرسة التي أنشأها إلى جوار سيّده.
يقع ضريح الأمير جهاركس ولربّما أيضاً ابنه فخر تحت قبّة التربة الغربيّة التي يحمل جدارها النقش الكتابي المذكور أعلاه على الساكف أمّا عن خطلبا فقد دفن على الأغلب تحت قبّة التربة الشرقيّة مع ابن آخر لجهاركس كان له أتابكاً. ميّز Sauvaget الضريح المحتمل لخطلبا بكونه أصغر حجماً وأبسط بناءً من الأضرحة الثلاثة الباقية وعلّل بذلك بكونه مملوكاً بينما ضمّت القبور الباقية رفات أمراء.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
المدرسة الجهاركسيّة في الصالحيّة
No comments:
Post a Comment