سوق الجمعة وجادّة بين المدارس‎

 

اعتبر الدكتور عبد القادر ريحاوي منطقة الكلّاسة شمال الأموي بمثابة مدينة جامعيّة نظراً لكثافتها بالمدارس الدينيّة الإسلاميّة. وسّع الباحث الياباني Toru Miura المنطقة لتشمل القسم الشمالي الغربي من المدينة داخل السور أي محيط الجامع الأموي والقلعة ودار النائب (جنوب القلعة) حيث تواجدت حوالي ٨٥٪ من مدارس دمشق التاريخيّة. الكلام بالطبع عن العصور الوسطى ومن الملفت للنظر أنّ معظم المدارس وقتها كانت داخل السور رغم أنّ عدد سكّان الأرباض تجاوز عدد سكّان المدينة القديمة.  

مع تطوّر حيّ الصالحيّة في القرن الثالث عشر تكوّنت مدينة جامعيّة ثانية - إذا جاز التعبير - خارج سور المدينة تركّزت فيها الأوابد الأيّوبيّة خصوصاً وبالتحديد جادّة بين المدارس أو ما يدعى اليوم سوق الجمعة. 

الأسطر التالية مقتبسة عن كتاب الباحثين الفرنسييّن Yves Roujon & Luc Vilan عن ضواحي دمشق التاريخيّة (الرابط أدناه): 

ينتظم حيّ الصالحيّة حول طريقين كبيرين يتّجهان من الشمال والشرق إلى الجنوب والغرب. الطريقان متوازيان مع بعضهما ومع تموّجات تضاريس الأرض. تحدّ المقابر الشارع الشمالي من جهة الجبل وتوقّف امتداد النسيج العمراني عندها في ثلاثينات القرن العشرين. الشارع الجنوبي أو ما يسمّى سوق الجمعة هو بيت القصيد إذ تطلّ عليه - علاوةً على الأسواق - أوابد الحيّ الرئيسة: الجوامع والمدارس والترب والبيمارستان. تتوارى اليوم واجهات هذه الأوابد إلى درجةٍ ما خلف المتاجر في هذا السوق الذي يعجّ بالزبائن على مدار الأسبوع. 

الخارطة الجزئيّة الملحقة عن الدكتور عبد الرزّاق معاذ نقلاً عن Michael Meinecke وتظهر فيها المنشآت التالية:

- المدرسة الأتابكيّة.

- دار الحديث الأشرفيّة البرّانيّة.

- المدرسة المرشديّة. 

- التربة الفرنثيّة. 

- التربة التكريتيّة.  

ليست هذه المعالم على أهميّتها إلّا غيض من فيض في هذا الحيّ العريق الذي يحضن أيضاً مدارس الصاحبة والعمريّة وجامع محيي الدين بن عربي والجامع الجديد (التربة الخاتونيّة) والتكيّة السليميّة وكثير غيرها.   

أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩

مدينة دمشق الجامعيّة

Toru Miura, Dynamism in the Urban Society of Damascus: The Salihiyya Quarter from the Twelfth to the Twentieth Centuries. Brill 2016.

Yves Roujon & Luc Vilan. Les faubourgs de Damas. Institut français du Proche-Orient 2011. 

Abd al-Razzaq Moaz. Les madrasas de Damas et d’al-Ṣaliḥiya depuis la fin du V/XIe siècle jusqu’au milieu du V/XIIIe siècle. Université de Provence 1990. 

Souk al-Jum‘a et la rue Bayn al-Madaris