Monday, March 29, 2021

المدرسة البدريّة بين زمنين‎

 

مدرسة حنفيّة تعود إلى نهاية القرن الثاني عشر للميلاد وتقع في ساحة حطّين (الميسات) لم يبق منها اليوم إلّا التربة. سأقتصر اليوم على التعرّض لخطأ شائع في تحديد هويّتها نقله أكثر من أخصّائي  -ناهيك عن الهواة على شاكلتي -عن حسن نيّة.


أدرج العلبي في خطط دمشق صورتين للبدريّة أولاهما من نيسان ١٩٨٩ والثانية أقدم منها بسبعة عقود (١٩١٧) أخذها عن الألمانييّن Wulzinger & Watzinger ولكنّه حدّدها خطأً تحت تسمية الشبليّة اقتباساً من العالمين المذكورين. 




صدر كتاب Wulzinger & Watzinger "دمشق مدينة إسلاميّة" عام ١٩٢٤ واعتبر في حينه - ولا يزال - أحد أهمّ المراجع عن العاصمة السوريّة وبالتالي لا غرابة في أن يستشهد به الكثيرون ولا عجب في ثقتهم شبه العمياء بمعلوماته ومن نافل القول أنّها في غاية الأهميّة وأنّها "بسبق حائزة تفضيلا". 


البدريّة تحت اسم الشبليّة عن فلسنجر وفاتسنجر نقلها العلبي كما هي وارتكب هرزفلد قبله نفس الخطأ



 وقع ألمانيّ آخر من كبار المستشرقين في نفس الهفوة عام  ١٩٤٦ (Ernst Herzfeld في مجلّة الفنون الإسلاميّة صفحة ٥٣-٥٤: الرابط الملحق) ولا ريب أنّ العلبي لم يكن الوحيد الذي ارتكبه من العلماء المحلّييّن. 


البدريّة تحت اسم الشبليّة عن هرزفلد. الرسم في الزاوية اليمنى العليا منقول عن صورة فلسنجر وفاتسنجر



أوّل من نبّه إلى هذا الخطأ العالم الفرنسي المدقّق Jean Sauvaget في مقال علّق فيه على عدد من الهفوات في كتابات Herzfeld بما فيها الخلط بين الشبليّة والبدريّة. أشار Sauvaget إلى قبّة لا اسم لها على طرف الدرب الشرقي بينما تواجدت أنقاض على جانبه الغربي حالتها في غاية السوء وليس هناك ما يثير الاهتمام في جدرانها بيد أنّها تضمّ ضريحاً قديماً كتب على شاهدته "كافور بن عبد الله الحرّ الحسامي". إذاً هذه الأنقاض تنتمي للمدرسة الشبليّة ما في ذلك أدنى شكّ وبالتالي يتعيّن أن تكون القبّة المقابلة لها على الطرف الثاني للطريق البدريّة التي حدّد عبد الباسط العلموي موقعها كما يلي:


"في الجبل مقابل الشبليّة قرب جسر كحيل الذي يدعى اليوم جسر الشبليّة". 




مخطّط التربة الملحق عن الأستاذ جمال كبريت وموسوعة الآثار في سوريّة.  





أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


المدرسة البدريّة الحنفيّة


المدرسة البدريّة


المدرسة الشبليّة


المدرسة الشبليّة البرّانيّة


جسر كحيل


جمال كبريت. المدرسة البدريّة. موسوعة الآثار قي سورية




Ernst Herzfeld. Ars Islamica 1946


Jean SauvagetNotes sur quelques monuments de Syrie à propos d'une étude récente. Syria 1946


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924. 


Madrasa Badriya


No comments:

Post a Comment