Monday, March 22, 2021

تربة الظاهر بيبرس


التقطت الصورة الأولى (عن Degeorge) من الشمال إلى الجنوب في آب ١٩٨٩ أمّا الثانية (من الجنوب إلى الشمال) فهي عن عدد الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة الصادر عام ١٩٨٥ وتظهر فيهما قبّتا المدرستين الظاهريّة المملوكيّة شرقاً والعادليّة الأيّوبيّة غرباً.


ارتأى الألمانيّان Wulzinger & Watzinger  (صفحة ١١٤ من تعريب قاسم طوير) أنّ الظاهريّة كانت أكثر اتّساعاً ممّا هي عليه الآن أو هكذا على الأقلّ كانت النيّة لدى بنائها وأنّ ما تبقّى منها اليوم (بالأحرى ما لا زالت حالته جيّدة تقارب الوضع الأصلي) لا يتجاوز التربة التي تحتلّ الزاوية الجنوبيّة الغربيّة من البناء والبّوابة (بعرض أربعة أمتار ونيّف) إلى شمال هذه التربة. للأستاذ حبيب الزيّات الأسبقيّة في وصف هذه المدرسة (عام ١٩٠٢) كما يلي: "لم يبق إلّا القبّة والمصلّى" وأيضاً: "الجانب الشمالي فيه حجر جعلت فيها مطبعة" ثمّ "أصبحت مكتباً للحكومة عام ١٣٠٩" أي ١٨٩١-١٨٩٢ للميلاد. 




لنا عودة إلى تفاصيل غرفة الأضرحة أمّا اليوم فسأكتفي بوصف سريع للتربة من الخارج (ثبت المراجع أدناه). 


البناء مربّع الشكل تعلوه قبّة مكوّنة من رقبتين تتوجّهما طاسة. الرقبتان مثمّنتان ويخترق كلّاً من الأوجه الثمانية للرقبة العلويّة توأم من النوافذ عقدها أميل إلى المدبّب وعرض كلّ منها قرابة ١٨٥ عشير المتر أمّا الرقبة السفليّة (التي تتجاوز بالارتفاع والمساحة الرقبة العلويّة) فتتناوب فيها الأوجه الصمّاء مع ذات الشبابيك. يتمّ الانتقال من الدائرة إلى المربّع بواسطة حنايا ركنيّة (trompe بالفرنسيّة أو squinch بالإنجليزيّة). تستمدّ قاعة الدفن نورها عبر نوافذ منخفضة في الجدارين القبلي والغربي ويتجاوز طول الجدار الجنوبي ثلاثة عشر متراً ونصف المتر. 


المداميك مرصوصة بإتقان وتتكوّن عناصرها من الحجر الكلسي النحيت أبعاده متوسّطة إلى كبيرة. 


النصّ التأسيسي (على واجهة البوّابة الرئيسة) هو الآتي:


بسم الله الرحمن الرحيم. أنشأ هذه التربة المباركة والمدرستين (*) المعمورتين المولى السلطان الملك السعيد أبو المعالي محمّد بركة قان ابن السلطان الشهيد الملك الظاهر المجاهد ركن الدين أبو الفتوح ... بيبرس الصالحي أنشأها لدفن والده الشهيد ولحق به عن قريب فاحتوى الضريح على ملكين عظيمين ظاهر وسعيد وأمر بإتمام عمارتها الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي قسيم أمير المؤمنين خلّد الله سلطانه



(*) شافعيّة وحنفيّة. 





أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق تعريب قاسم طوير وتعليق عبد القادر ريحاوي 


أحمد فائز الحمصيالعظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.


المكتبة الظاهريّة 


المدرسة الظاهريّة 


من الملك العادل إلى السلطان الظاهر 


المدرسة الظاهريّة الجوّانيّة. نبذة تاريخيّة 


المدرسة الظاهريّة. تفاصيل من بوّابة المدخل













Gérard DegeorgeDamas: Des Origines aux Mamluks. L'Harmattan (1997).


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment