خصّص الدكتور عبد القادر ريحاوي في كتابه "العمارة العربيّة الإسلاميّة" ستّة صفحات بما فيها الصور للمدرسة العادليّة الكبرى ختمها بوصف وجيز للتربة التي تضمّ "قبر الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمّد بن أيّوب المتوفّي سنة ٦١٦/١٢١٩".
لا شكّ في نسبة المدرسة العادليّة إلى العادل الأيّوبي ولكن هل الضريح في التربة ضريحه؟ بعبارة ثانية هل هو ضريح أصليّ يعود للربع الأوّل من القرن الثالث عشر للميلاد أم مستحدث كما يفهم من كتابات المستشرق الفرنسي Jean Sauvaget الذي أفاد أنّ أضرحة قاعة الدفن قد فقدت:
"la salle funéraire a perdu ses tombes"
تقع التربة في الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة من المدرسة العادليّة وهي فسيحة بشكل استثنائي إذ تحتل مربّعاً يبلغ طول ضلعه ١٢،٤٠ متراً وترتكز قبّتها على عقود جداريّة يتراكب ثلاث منها في كلّ جدار لتشكّل أقواساً تحمل رقبة القبّة الوحيدة المثمّنة الأضلاع والمشغولة من الحجر النحيت وفوق هذه الأخيرة الطاسة الآجريّة.
يتمّ الانتقال من المربّع إلى الدائرة في الزوايا بواسطة مثلّثات كرويّة glacis triangulaire أو pendentifs مزوّدة بالمقرنصات ولا ترتكز القبّة مباشرة على الجدران بل تسقف القاعة بقبوة طوليّة voûte d'arêtes كما نرى في المقطع الملحق عن Sauvaget.
تتناوب أربع مجموعات من الشبابيك مع زوايا البناء في الرقبة في كل مجموعة شبّاكان أمّا عن غرفة الضريح في الأسفل فلها شبّاكان يطلّان على الشارع في الجدار الشرقي (المخطّط الثاني الذي تبدوا به بوّابة المدخل أيضاً عن Sauvaget) وآخران في الجدار القبلي بينهما محراب مماثل لمحراب حرم الصلاة.
للتربة بابان يفتح أحدهما على دهليز المدرسة والثاني على الصحن.
الصورة الملحقة عن Degeorge.
عبد القادر ريحاوي. العمارة العربيّة الإسلاميّة الطبعة الثانية ١٩٩٩
متحف دمشق الوطني ١٩١٩-١٩٣٦
تاريخ المدرسة العادليّة الكبرى
المدرسة العادليّة الكبرى: مخطّط البناء
Jean Sauvaget. Les monuments ayyoubides de Damas
No comments:
Post a Comment