تعرّضت لبضع من حمّامات دمشق بشكل متقطّع خلال السنوات الأربعة الماضية وبدأت في محاولة أكثر شمولاً لتغطية أهمّها قبل حوالي ستّة أسابيع اعتماداً على عدّة مصادر أغلبها عربيّة (بعضها بالأحرى معرّبة) أو فرنسيّة. كان تقديري وقتها أنّ المشروع سيستغرق شهراً أو شهرين على الأكثر أمّا اليوم فيبدو أنّه سيتطلّب عدّة أشهر إضافية وبناءً عليه أرى قبل استئناف الحديث ضرورة تعريف بعض المصطلحات لغير المحترفين خصوصاً وأنّها تختلف بين المصادر وكما لا يخفى على المهتمّين أهمّ المصادر الفرنسيّة عن حمّامات دمشق وأشملها وأدقّها وأوّل دراسة عن هذه الحمّامات (بأي لغة على الإطلاق) هي للباحثين الفرنسييّن Michel Écochard و Claude Le Cœur ( ١٩٤٢-١٩٤٣). عرّب القسم الأوّل من هذه الدراسة على يد ممدوح الزركلي ونزيه الكواكبي عام ١٩٨٥ ولا يزال القسم الثاني - الأكبر - ينتظر دوره. أفضل المراجع العربيّة هو "الحمّامات الدمشقيّة" لمنير كيّال (الطبعة الأولى ١٩٦٦ والثانية ١٩٨٦). لكلّ من هاتين الدراستين محاسنها ومساوئها وأنوي مقارنتهما باختصار في منشور مقبل أمّا اليوم فحسبنا مقارنة المصطلحات انطلاقاً من مخطّط حمّام التيروزي الملحق عن الدراسة الفرنسيّة.
- أطلق الفرنسيّان على A في المخطّط تسمية المشلح salle de déshabillage وهي تسمية معقولة من الناحية الوظيفيّة وإن تجاوز دور هذه الردهة تغيير الثياب ليشمل مكان استقبال الزبائن وتوديعهم وتناول المشروبات وهلمّجرّا. أطلق كيّال على نفس الردهة اسم البرّاني.
- الردهة الباردة salle froide أو B أو وسطاني-برّاني في الدراسة الفرنسيّة تسمّى وسطاني أوّل في كيّال.
- الردهة الفاترة salle tiède أو C أو وسطاني-جوّاني في الدراسة الفرنسيّة تدعى وسطاني ثاني في كيّال.
- الردهة الحارّة salle chaude أو D أو جوّاني-حرارة في المصدر الفرنسي تدعى جوّاني حسب كيّال.
- لا خلاف على تسمية المراحيض والدهاليز E أو couloirs + latrines في المرجعين.
- لا خلاف على تسمية الخزانة F أو chaudière et réservoir à vapeur في المرجعين. تحتوي هذه الردهة على حلّتين cuves كبيرتين من النحاس تعلو الكبيرة منهما الموقد foyer مباشرةً وفيها يسخّن الماء الذي ينساب منها للحلّة الثانية فسائر الحمّام.
- القمّيم أو الإقميم أو G أو service du feu. له مدخل خاصّ من خارج الحمّام ويشمل سكن القمّيمي أو الوقّاد وفيه باحة cour صغيرة تستعمل لتجفيف الوقود (روث الحيوانات) ويلحق به أحياناً اسطبل صغير للدابّة التي تجرّ الطمبر tombereau الذي ينقل الوقود من المزبلة الخاصّة بالحمّام.
كما نرى تتدرّج الحرارة من الأخفض إلى الأعلى وبالعكس عبر مكوّنات الحمّام وبغضّ النظر عن التسمية. لا ريب أنّ تسمية كيّال أدقّ على اعتباره ابن البلد ومع ذلك اعتمدت التسمية الفرنسيّة في جميع ما نشرته إلى اليوم ولا أنوي تغيير هذا المنهج. السبب بكل بساطة غياب فرق وظيفي يذكر بين التسميتين أوّلاً وأنّ جميع الخرائط والمساقط والرسوم مأخوذة كما هي من المصدر الفرنسي ثانياً. خرائط كيّال قليلة للغاية والموجود منها مقتبس عن المصدر الفرنسي مع تعديلات طفيفة.
منير كيّال. الحمّامات الدمشقيّة. الطبعة الثانية ١٩٨٦
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.
No comments:
Post a Comment