الموقع في زقاق يؤدّي إلى سوق ساروجا خلف جامع الورد. وصف Écochard & Le Cœur حالة الحمّام بالمثاليّة عندما قاما بدراسته مشكورين قبل ثمانين عاماً. كافّة المعلومات التالية تعريب عن الأصل الفرنسي.
طرأت على حمّام الورد بضعة تعديلات منها إضافة جدران داخليّة cloisons في الردهات B1 و C3 و E وافتعال مدخل ثانوي على حساب الدهليز بيد أنّ هذا الحمّام - الذي يتبع نموذج المخطّط المتمركز - حافظ على انسجامه وعلى توازن بديع في تنظيم حجراته. تمتلك الردهة المركزيّة عشرة أضلاع وهي بذلك تلطيف للمخطّط المركزي التقليدي يسمح بإضافة محراب niche بين بابين.
يعطي الوسطاني C انطباعاً شديد الغنى بفضل ثلاثة أشرطة bandeaux من المقرنصات تشكّل سلسلةً من المحاريب البارزة en encorbellement. تشبه الطريقة الانتقاليّة من المستطيل إلى القبّة المتطاولة oblongue في الجوّاني D نظيرتها في الوسطاني C وإن كانت أكثر بساطةً. نلاحظ إذا أخذنا مقطعاُ شاملاً للردهات الصغيرة عيّنةً مثيرة للفضول من مختلف العناصر الانتقاليّة من المربّع في الأسفل إلى القبّة في الأعلى: بروزاً مسطّحاً مثلّثيّ الشكل في النقطة 1، محراب زاوية صغير في 2، محراب زاوية كبير على سطح متطاول في 3، انحدار مائل glacis للمقرنصات في 4.
الطريقة الانتقاليّة من السطح المستطيل إلى القبّة في البرّاني B تتمثّل في بروز ملطّف ينمّ بالأحرى عن مهارة الحرفي أكثر منه على إرادة المعماري المدروسة والمخطّطة مسبقاً. ينفرد الورد بهذا الأسلوب الذي لم نصادفه في أي حمّام آخر. رقبة tambour المشلح A صمّاء لا نوافذ فيها ولا نعرف أي مثال آخر عليها في الحمّامات التي درسناها ومنه نستنتج أنّ الشبابيك في البناء الأصلي سدّت لاحقاً.
ينتمي الورد إلى النموذج المركزي الذي نشاهده في حمّامات القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد كما نرى في هيئة المستطيل في البرّاني والجوّاني المتواجدين على جانبيّ ردهة متعدّدة الأضلاع. بالمقابل توحي الردهة بأضلاعها العشرة وتوزّع أربع مقصورات منها بقرابةٍ وثيقةٍ مع مخطّط حمّام الزين أضف إلى ذلك تشابه زخارف الحمّامين ممّا يجعلنا نميل إلى كونهما متعاصرين.
الصورة الملحقة (عام ١٩٨٢) عن "دمشق الفيحاء" على الفيس مع خالص الشكر.
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.
Bain al-Ward en 1940: données générales
No comments:
Post a Comment