يمكن اعتبار صيدنايا الواقعة في جنوب القلمون بمثابة مركز فنّي.
ليس هناك أي تشابه بين الرفوف في صيدنايا ونظيراتها في قرى وادي بردى رغم قرب المسافة بين المنطقتين. رفوف صيدنايا أكثر بساطة وأقلّ تطوّراً من ناحية القولبة ولكنّها أكثر متانةً وكثيراً ما تقتصر الزخرفة على سياج بسيط على حافّة الرفّ (الصورة الأولى).
تزيّن الجدران بشرائط أفقيّة تتوسّع في أعلى الحائط وتغيب الزخارف بشكل هيكل السمك (الحسك) ليحلّ محلّها أشكال هندسيّة ودوائر صغيرة ومنحنيات وسلاسل. تشبه أطر الأبواب والنوافذ ما نراه في الفيجة وتختلف عن هذه الأخيرة بحلول أشكال 8 محلّ الأوراق النباتيّة على طول الخطوط المستقيمة. ينأى أسلوب صيدنايا عن استعمال الخطّ المستقيم باستثناء رسوم الصليب (الرسم الأوّل). تستعمل صيدنايا أيضاً قواصر frontons مخرّمة لزخرفة القسم العلوي من خزن الفرش (الصورة الثانية) كما تلجأ إلى زخرفة رأس القائم الذي يحمل تخشيبة السقف ليصبح أشبه بتاج عمود منحوت (الصورة الثالثة).
تأثير صيدنايا ملموس في محيطها كما نرى في معرونة (هضبة القلمون الأولى) حيث نجد تماثلاً في القولبة واقتباساً لنفس الرسوم الملوّنة (الرسم الثاني) لنساءٍ تباعد بعضهنّ أصابعهنّ وتحمل إحداهنّ جرّةً على رأسها وهلمّجرّا كما نشاهد دمىً صغيرةً إلى جانب أصص الأزهار الضخمة.
تستثنى بعض المواقع من "مدرسة صيدنايا" كما في تلفيتا حيث تغيب الزخارف تماماً أو في معرّة صيدنايا التي نبذت زخارف "الأزمنة التي عفى عليها الدهر" كي تجذب المصطافين من القصّاع وباب توما أو لربّما عكست بكل بساطة أذواق هؤلاء المصطافين.
زخرفة البيت السوري حسب إمكانيّات الأسرة
دير قانون وأسلوب الزخرفة في وادي بردى
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.