Sunday, February 12, 2023

صموئيل يمسح داود: الوصف

 


لم يتوخّ الفنّان الدقّة المتناهية في إنجاز هذه اللوحة التي يظهر فيها صموئيل أكبر من سائر الأشخاص ممسكاً بيمناه قرناً يصبّ منه الزيت على رأس داود اليافع. نحصي ستّة من إخوة ملك المستقبل إلى جانبيه وإلى الوراء منه قليلاً ونرى أنّ توزيع سيقانهم سيّء التنفيذ. يرتدي الجميع زيّاً يونانيّاً فوقه معطف يلتفّ على الذراع اليسرى على الطريقة اليونانيّة باستثناء داود الذي أسبل معطفه على كتفيه الاثنتين وغطى يديه دلالةً على الاحترام ما في ذلك من شكّ. لربّما رمز لون ثوب داود الأحمر إلى الصباغ الأرجواني المخصّص للملوك. داود يتقدّم قليلاً أمام إخوته كما سبق وذكرنا وبالتالي يبدو أكبر منهم حجماً. شعر داود أسود أو خرنوبي داكن على أقلّ تقدير وليس أشقراً كما جاء في الآية الثانية عشرة للإصحاح السادس عشر من صموئيل الأوّل وبشرته لا تتميّز بلونها. أضف إلى ذلك أنّ الفنّان لم يأخذ الرواية العربيّة التي تقول أنّ داود كان قليل الشعر بعين الاعتبار (١).


يرفع ثلاثة من إخوة داود يدهم اليمنى في إشارة للتعجّب (رسمت الأيدي بشكل أخرق كما هو الحال في السيقان). قد ترمز هذه الوضعيّة إلى انشداههم إزاء المعجزة الأسطوريّة عندما تدفّق الزيت من تلقاء نفسه ليعيّن داود (الطبري) بيد أنّ ظروف الرواية بحدّ ذاتها كافية لتفسير وقع المفاجأة.



نرى قرب كتف صموئيل الأوّل كتابةً حمراء بالآراميّة نصّها الآتي:


ها هو (الأحرف الثلاث الفاتحة على يسار الناظر) صموئيل عندما مسح داود.   




(١) نقلت هذه العبارة عن المصدر الفرنسي كما هي ومع ذلك أستغرب هذا التعليق من قبل المؤلّف: تعود لوحات الكنيس إلى القرن الثالث للميلاد فأنّى للفنّان الاطّلاع على السرديّات العربيّة؟!







صموئيل يمسح داود: النصّ 







Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35.  1939.


Samuel oignant David: récit biblique


Description

No comments:

Post a Comment