لا زلنا في معرض وصف اللوحة التاسعة والعشرين في كنيس دورا أوروپوس وقد رأينا أنّ الجزء الأوّل منها مؤلّف من مشهدين: الأوّل لفرعون عندما أبرم أمره بقتل مواليد إسرائيل الذكور والثاني عندما أودعت يُوكَابَدَ (أمّ موسى) وليدها اليمّ في محاولةٍ منها لإنقاذه من المصير المشؤوم المتربّص به.
نأتي اليوم إلى الجزء الثاني من هذه اللوحة الكبرى - على يسار الناظر - والذي يمكن توزيعه على مشهدين: الأوّل إنقاذ الطفل والثاني ردّه إلى أمّه. هذا الأسلوب في "التوازن" بين الأحداث مألوف في لوحات الكنيس.
ها نحن أولاء أمام إبنة فرعون في سبيلها إلى الاستحمام (خروج الإصحاح الثاني الآية الخامسة):
فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكَانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ.
تقف ثلاث من الجواري المذكورات وراء الأميرة ونراهنّ في ثوب يونانيّ (خيتون) مزدوج يميّزهنّ عن نساء اليهود. نرى في أيديهنّ إبريقاً وصحنين ذهبييّن بشكل الصدفة وعلبةً هرميّة الغطاء علّها من العاج لربّما كانت حاوية العطر أو بلغة الكتاب المقدّس "حَنَاجِرِ الشَّمَّامَاتِ" בתי הנפש المذكورة في إشعياء (الإصحاح الثالث الآية العشرون) الدالّة على الترف والتأنّق. تتحلّى الجواري بأساور في أذرعتهنّ ومعاصمهنّ (وكذلك الأميرة الآتي وصفها). يمكن مقارنة الوصيفات - الجواري الثلاث بالحوريّات nymphes في ثيابٍ يونانيّة.
يتبع
إنقاذ موسى من اليمّ: الپانوراما
No comments:
Post a Comment