لا زلنا في الزخارف السقفيّة لكنيس دورا أوروپوس وموضوع اليوم صورة العين الشرّيرة التي تظهر على مربّعين. الهدف من هذا النوع من اللوحات درء شرّ نظرة العين القادرة - حسب اعتقاد الناس - ليس فقط على أذيّة المؤمنين، وإنّما أيضاً هدم البناء برمّته على رؤوس أصحابه. هنا يأتي دور السحر الخيّر (الرقيّة والحجاب) الذي يستطيع عن طريق رسمٍ بسيط، أن يسلّط كافّة أنواع العلل ضدّ عين الشرّير أو الحاسد كما يشهد كلّ من عاش في سوريّا وركب باصات الهوب هوب وقرأ الأقوال المأثورة على رسومها الزاهية الألوان. تظهر اللوحة الملحقة العين الشرّيرة تحت وطأة هجمة ثعبانين (من الجانبين) وحشرة سامّة (من الأسفل) وثلاثة مسامير أو سيوف (من الأعلى حيث نرى بقايا خطوط قد تشكّل أحرف I A O أو قد تمثّل آثار غمد السيوف مع تعذّر الجزم في ماهيّتها). تظهر العين في المربّع الثاني عرضةً لألسنة اللهب المتصاعدة من وسادةٍ تحتها وهناك ما يشير إلى احتمال وجود مصباحين موقدين على الجانبين ويسروع في الأعلى.
مشهد عين الحاسد تحت وطأة هجوم الثعابين والعقارب والمسامير والسيوف أليف في دورا والعالم الروماني بدلالة العديد من الصور التي اكتشفها المنقّبون. بالمقابل الوسادة المشتعلة - إذا كان تفسيرنا للمشهد صحيحاً - مبتدعة. مع ذلك يجدر هنا التنويه برسم للعين الشرّيرة عثر على كسرٍ منه على كسوةٍ جصيّة على بعد يقلّ عن مائة متر من كنيس دورا إلى الجنوب أعلى المنحدر الملاصق للسور من الداخل. نعتقد أنّ هذا الرسم الأخير يمثّل وسادةً تحت العين ونرى فيه أيضاً سلسلةً صغيرةً تشبه أعمدة (؟) المصابيح. التعرّف على ثعابين هذه اللوحة المهشّمة وسيوفها ودبابيسها - كما يبدو - وعقربها أكثر سهولةً. من المثير للاهتمام المقارنة مع كتابةً نقشها يهودي في أوش - الطرف الثاني من العالم الروماني - على ضريح أحد ذويه التماساً للحماية نصّها الآتي:
فلتفقأ أعين الحسّاد!
Ocoli invidiosi crepen
أو بعبارةً ثانية: "عين الحاسد تبلى بالعمى"!
يتبع
أين ذهبت لوحات سقف كنيس دورا أوروبوس؟
Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35. 1939.
Décor du plafond: fruits et fleurs
No comments:
Post a Comment