كنيس دورا أوروپوس: اللوحة الثامنة والعشرون.
أستير جالسة على يسار أحشويروش ملك الفرس على عرش أقلّ فخامةً ونرى أمامها كرسيّاً منخفضاً موطئاً لقدميها. صدرتها عديمة الأكمام يزيّنها مشبّك في منتصفها. التنّورة بالغة الارتفاع فوق الخصر وسابغة وهي من لون مختلف عن لون الصدرة. يلتفّ معطف أحمر اللون حول ساقيها لا ريب أنّه يرمز إلى مقامها الملكي (أستير الإصحاح الخامس الآية الأولى). يكلّل تاج ذهبيّ على هيئة البرج رأس أستير ويتدلّى منه وشاح طويل يدلّ على كونها حديثة الزواج. من المعروف أنّ العرائس الجدد تخلّين عن استعمال "الأبراج الذهبيّة" فوق رؤوسهنّ بعد هزيمة اليهود ولا ريب أنّ نبذ هذه الممارسة انتشر حوالي القرن الثاني أو الثالث للميلاد. أخيراً يذكر التلمود البابلي سيرةً شفهيّةً وتعليماً ينسب إلى الحاخام يوحانان (كلا النصّين من القرن الثاني أو الثالث للميلاد) في خصوص الأكاليل الجداريّة أو بالأحرى "المدن الذهبيّة" التي طوّقت رؤوس العرائس فيما سلف. لربّما ألهم نشيد الإنشاد (الإصحاح الثامن الآيات الثامنة إلى العاشرة) هذه العادة :
لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟
إِنْ تَكُنْ سُورًا فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَابًا فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ.
أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.
تحيط بالوجه شرائط تلتفّ حول العنق سنجدها في لوحة إنقاذ موسى من اليمّ (التاسعة والعشرين) وفي لوحة السامريّة في كنيسة دورا المسيحيّة. عرف هذا الزيّ في عهد الإمبراطور إيل جبل.
تقف وصيفة شابّة خلف الملكة يبدو أنّها تثبّت خمار هذه الأخيرة. رداء الوصيفة خيتون يوناني وتصفيف شعرها مشابه لسيّدتها ولكنّه أقلّ عنايةً. في هذا المشهد إشارة إلى الآيتين الرابعة والسادسة عشرة من الإصحاح الرابع لسفر أستير عن الجواري اللواتي شاركن أستير في شجنها وصيامها. هناك أيضاً نصوص أضيفت إلى السفر القانوني تذكر جاريتين رافقتا أستير خلال زياراتها إلى الملك.
يتبع
No comments:
Post a Comment