نركّز اليوم على الجالس على العرش الذهبي العظيم في اللوحة الثامنة والعشرين في كنيس دورا أوروپوس. ذكر هذا المشهد عدّة مرّات في سفر أستير كما في الآية الأولى من الإصحاح الخامس: "وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَابًا مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ الْمَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابِلَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَالْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ مُقَابِلَ مَدْخَلِ الْبَيْتِ". تضيف الترجمة الثانية (الآراميّة) لسفر أستير أنّ كرسي (عرش) أحشويروش بني على طراز كرسي سليمان وهنا لا يتعدّى ما فعله الفنّان نسخ صورة العرش السليماني عن اللوحة الثامنة (النسق العلوي أو الأوّل في الجدار الغربي الواقعة فوق لوحة اليوم (يفصل بينهما إبراهيم وهارون على النسق الثاني). نتعرّف على العرش بسهولة من خلال الأسد والنسور الذهبيّة على الدرجات المؤدّية إليه.
سنتجنّب تكرار وصف الزيّ الملكي المماثل للباس مردخاي أمّا عن أحشويروش نفسه فلحيته مدبّبة كملوك الفرس بدلالة صورهم على القطع النقديّة. يمسك الملك صولجانه بيده اليسرى كما تمسك العصا ويخبرنا الكتاب المقدّس أنّه مدّه لأستير عدّة مرّات علامةً على الحماية الشاهانيّة التي أسبغها عليها (الآية الثانية من الإصحاح الخامس والآية الرابعة من الإصحاح الثامن). لا يبدو الصولجان ذهبيّاً في الصورة. يجلس أحشويروش على طريقة ملوك الفرس مباعداً بين ركبتيه. هذا الأسلوب متّبع في التصوير الشرقي إلى اليوم وهو علاوةً على ذلك شائع الانتشار إلى درجةٍ لا بأس بها في الرسوم التي تمثّل الملوك الغربييّن في القرون الوسطى.
يقف خادم يحمل ألواحاً وراء عرش الملكي وهو على ما يبدو كاتب. نرى على يمين أحشويروش وخلفه بقليل ضابط يمسك بيسراه سيفاً. سنرى أشخاصاً مشابهين في اللوحة التاسعة والعشرين "إنقاذ موسى من اليمّ".
No comments:
Post a Comment