Tuesday, January 17, 2023

قربان كهنة البعل على جبل الكرمل

 


تصوّر اللوحتان ٢٥ و ٢٦ في كنيس دورا أوروپوس الإصحاح الثامن عشر من سفر الملوك الأوّل. ببدأ اليوم باللوحة الخامسة والعشرين


مثل النبي إيليّا أمام أخاب ملك إسرائيل الذي جمع أربعمائة وخمسين من أنبياء البعل وأربعمائة من أنبياء السواري (عشتار أو عشتروت أو آشرا) وبني إسرائيل بأسرهم إلى جبل الكرمل 


ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلًا.

فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ يَضَعُوا نَارًا. وَأَنَا أُقَرِّبُ الثَّوْرَ الآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ أَضَعُ نَارًا.

ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللهُ». فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالُوا: «الْكَلاَمُ حَسَنٌ» (الآيات ٢٢-٢٤). 


فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ: «اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَقَرِّبُوا أَوَّلًا، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَضَعُوا نَارًا».

فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعَوْا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ قَائِلِينَ: «يَا بَعْلُ أَجِبْنَا». فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ.

وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: «ادْعُوا بِصَوْتٍ عَال لأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ! أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!» (الآيات ٢٥-٢٧). 


لم يقتصر فنّان الكنيس على الكتاب المقدّس بل استعمل أيضاً نصّاً إضافيّاً من التفاسير الدينيّة تعريبه الآتي:


بنى حيئيل (على الأرجح ملك بيت إيل الذي أعاد بناء أريحا مضحّياً بإثنين من أولاده: الملوك الأوّل الإصحاح السادس عشر الآية الرابعة والثلاثون) مذبح كهنة البعل الذين أخفوه داخل هذا المذبح ووصّوه أن يستعمل الجمر المهيّأ سلفاً لإضرام منصّة المذبح فور سماعه الابتهالات إلى البعل. لم تنجح هذه المكيدة إذ أرسل الربّ ثعباناً لدغ حيئيل فأماته على التوّ.  


استخدم مؤلّف هذه الرواية حبكةً مستلهمةً من سفر دانيال (الإصحاح الرابع عشر (أو الإصحاح الثالث من تتمّة دانيال). عندما أراد كهنة بال في بابل إثبات أنّ ربّهم يأكل الطعام وبناءً عليه: "صَنَعُوا تَحْتَ الْمَائِدَةِ مَدْخَلًا خَفِيًّا يَدْخُلُونَ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَلْتَهِمُونَ الْجَمِيعَ " (الآية ١٢) أمّا عن العقاب فنرى وحيه في الآية الثالثة من الإصحاح التاسع في عاموس: "وَإِنِ اخْتَبَأُوا فِي رَأْسِ الْكَرْمَلِ فَمِنْ هُنَاكَ أُفَتِّشُ وَآخُذُهُمْ، وَإِنِ اخْتَفَوْا مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ فِي قَعْرِ الْبَحْرِ فَمِنْ هُنَاكَ آمُرُ الْحَيَّةَ فَتَلْدَغُهُمْ". 


واضح أنّ هذا الاستعارة مجازيّة أتت فيها الحيّة إلى جبل الكرمل عوضاً عن "قَعْرِ الْبَحْرِ" أمّا عن حيئيل فقد وقع الاختيار عليه لكونه وثني أوّلاً وبنّاء معاصر لإيليّا ثانياً.







Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35.  1939.

No comments:

Post a Comment